أصدرت قيادة ميليشيا الدفاع الوطني تعميماً منعت بموجبه أهالي وسكان ريف ديرالزور الغربي من الخروج لجمع فطر الكمأة في بادية المنطقة، وذلك عقب الانفجارات المتكررة التي استهدفت العاملين في جمع الفطر في مناطق البادية السورية، والتي خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وعناصر الميليشيات المسلحة.
واتهم أهالي ريف ديرالزور الغربي الميليشيات وقوات النظام بزراعة المئات من الألغام والعبوات الناسفة في البادية السورية وفي محيط قرى وبلدات المنطقة وعدم وضع أي لافتات تحذيرية فيها، ما منع الأهالي من الاستفادة من موسم جمع الكمأة الذي ينتظرونه من عام لآخر، وحرمانهم من دخل مادي إضافي يساعدهم على تأمين مستلزمات معيشتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها.
ميلشيا الدفاع الوطني نشرت عدة حواجز عسكرية على أطراف بلدات المسرب و الشميطية والخريطة في الريف الغربي لدير الزور وقامت بإعادة الأهالي الراغبين بالخروج لجمع الكمأة ومنعهم من دخول المنطقة بشكل كامل، ما دفع البعض لتقديم رشاوى لعناصر الميليشيا للسماح لهم بالدخول البادية وتقاسم ما يجمعونه معهم.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور، قال إن “الميليشيا قامت بتقاسم البادية السورية ومناطق جمع الكمأة في المنطقة مع الميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة، وذلك عبر تخصيص ريف ديرالزور الغربي للدفاع الوطني والريف الشرقي للميليشيات الإيرانية والريف الجنوبي لميليشيا الفرقة الرابعة، وذلك منعاً لحدوث أي احتكاكات أو مشاحنات بين الميليشيات”.
وأكدت المصادر أن “قيادة ميليشيا الدفاع منعت عناصرها من الخروج إلى بادية ريف ديرالزور الشرقي والجنوبي بشكل كامل، ما عدا الدوريات المشتركة مع قوات النظام و نقاط الرباط المتقدمة في البادية السورية، مع التأكيد على قيام حواجز ميليشيا الفرقة الرابعة بمصادرة أي كميات من الكمأة من عناصر الميليشيا في حال تم جمعها في مناطق سيطرتها”.
الحرب بين الميليشيات على هذا الفطر جاء بعد زيادة الطلب عليه في الخارج وخاصةً في العراق ودول الخليج، حيث يباع الكيلو الواحد منه في المدينة بسعر تجاوز 250 ألف ليرة سورية، فيما تباع النوعية الممتازة منه في الخارج بأكثر من 50 دولار أمريكي للكيلو الواحد، وهو مبلغ كبير مقارنةً بانعدام تكاليف استخراجه ونقله إلى الخارج.
وفي السياق ذاته، قتل وأصيب عدد من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة دفع رباعي مزودة بمضاد جوي في بادية المسرب بريف ديرالزور الغربي، ما دفع الميليشيا لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بغرض تمشيطها بحثاً عن أي عبوات مزروعة فيها تجنباً لوقوع المزيد من الإصابات في صفوفها.
يشار إلى أن العشرات من المدنيين وعناصر الميليشيات سقطوا بين قتيل وجريح أثناء بحثهم عن فطر الكمأة في بادية ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، فيما قتل عدد من المدنيين في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك بسبب انفجار مخلفات الحرب.