تشهد مدينة الزبداني وبلدة مضايا استنفاراً كبيراً في جميع الأفرع الأمنية، منذ يوم أمس، عقب هجوم طال دورية تابعة لشرطة مدينة الزبداني، كانت تنقل سجين متهم بتجارة وترويج المخدرات، إضافة إلى تورطه في عدد من القضايا الامنية، حيث تمكن من الهروب إلى مكان مجهول، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال إن “النظام استقدم عشرات العناصر من فرع الأمن العسكري، والمخابرات الجوية، والفرقة الرابعة من عدة مناطق، وانتشرت في محيط مدينة الزبداني وسهل مضايا”.
وأضاف، أن هذا الاستنفار تزامن مع إغلاق المخابرات الجوية لمنطقة كفيريابوس والجبال المحيطة بها المحاذية للحدود السورية اللبنانية، إذ وصل قرابة الساعة الثامنة مساء أمس، عدد من ضباط الفرقة الرابعة من منطقة الديماس، ومعهم أكثر من 25 سيارة وآلية عسكرية ومعهم أكثر من 150 عنصر.
وأكد المراسل أن “المنطقة شهدت مساء الاثنين اشتباكات عنيفة في سهل مضايا، بين فرع الأمن العسكري، والمخابرات الجوية مع عدد من المهربين و السجناء الهاربين ومن ساعدهم”.
وذكر أن الاشتباكات كانت عنيفة، استخدم فيها أسلحة رشاشة، ومضادات أرضية، منها مضاد 23 ملم، استمرت أكثر من ساعة، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر المخابرات، وعنصر من الأمن العسكري، فضلاً عن إصابات متفرقة من الطرفين.
ومساء الثلاثاء تجددت الاشتباكات في سهل مضايا، استمرت قرابة الساعة أيضاً، دون تمكنهم من تمشيط المنطقة والسهل حتى هذه اللحظة، ومازال الاستنفار قائماً من قبل الدوريات والعناصر المسلحة، بشكل غير مسبوق ويعد هذا الاستنفار الأول من نوعه في المنطقة منذ سنوات، مع تحليق مستمر لطيران الاستطلاع في المناطق الحدودية القريبة من منطقة كفير يابوس والروضة والبطرونة.
تزامن ذلك مع حملات دهم واعتقال، استهدفت قرى كفير يابوس والحوش ومدن الزبداني ومضايا، واعتقال العديد من الاشخاص وتوجيه تهم إليهم بضلوعهم وصلتهم بالسجناء الهاربين.
وعلى الجانب الآخر، اعتقلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني، مساء أمس الاثنين شخصاً وابنه من مزرعته، وهو من أهالي منطقة “شبعا” الملاصقة لطريق المطار، وصادرت جميع ممتلكاته داخل المزرعة ونقلتهم إلى أحد مقراتها عند أطراف البلدة.
وقال المراسل إن “العناصر، قاموا بإفراغ المزرعة من كافة محتوياتها من أثاث وأدوات وغيرها، وبقيوا قرابة 3 ساعات متواصلة، يعفشون كامل محتويات المنزل حتى طالت أجهزة الإضاءة وأدوات المطبخ”.
فضلاً عن سرقة عدد من الحيوانات والمواشي كانوا في المزرعة ثم قاموا بتحميل كامل المسروقات بسيارات الشحن المتوسطة، ونقلوها إلى مقراتهم في المنطقة، ثم دخل عدد من قياديين الميليشيا الميدانيين وأجروا جولة داخلها من ثم غادروا المكان وأغلقوا المزرعة وأبقوا أحد عناصرهم فيها لمنع الاقتراب أو الدخول إليها.
وذلك بسبب رفض الرجل التعاون مع الميليشيات وتزويدهم بمعلومات عن المنطقة، ومن يسكنها على اعتبار أنها قريبة من المقرات والنقاط التابعة لهم.
يذكر أن هذه الانتهاكات تجاه المدنيين زادت كثيراً في الفترة الأخيرة، من قبل الميلشيات الإيرانية واللبنانية المسيطرة على مناطق عدة حيث قامت بالاستيلاء على منازل ومزارع مئات الأهالي وحولتها إلى مقرات عسكرية ولاسيما في الغوطة الشرقية والقلمون الغربي حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة.