في حملة نوعية، أطلقها اللواء الثامن قبل أيام، بهدف القضاء على عصابة تجار مخدرات وعناصر من تنظيم داعش الإرهابي، قتل المدعو “فايز الراضي” قائد خلية شرقي درعا، وعرف عنه عمله في تهريب وترويج المخدرات في المنطقة، حسب ما أكده مراسلنا في المنطقة.
وذكر أن الحملة أسفرت عن عدة نتائج مرتبطة بمقتل متزعم العصابة “فايز الراضي”، وبالتالي تفكيك عصابة تهريب المخدرات وإفقاد داعش في المنطقة، المساعد اللوجستي الخاص بهم.
كما قتل عدد من أفراد العصابة، وعناصر التنظيم الذين شاركوا مع “الراضي” في الهجوم على اللواء الثامن، وتمت مصادرة كميات كبيرة من المخدرات أثناء الحملة.
وفي سياق متصل، قتل قبل أيام المدعو “نادر خلف أبو نبوت” الملقب باسم “أبو جزوان” إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في درعا البلد، ويعد أبو جزوان قائد مجموعة تتبع لـ “محمد المسالمة” الملقب بـ “هفو” المبايع لتنظيم داعش.
وأشار المراسل أن “أبو جزوان” نشط في تنفيذ عمليات الاغتيال، وتأمين الدعم اللوجستي لخلايا تنظيم داعش، والتي كانت تتخذ من طريق السد مكاناً لإقامتها، قبل أن تقوم المجموعات المحلية في نهاية العام المنصرم، بشن عملية عسكرية أنهت وجودهم في أحياء درعا البلد، وطريق السد.
وعن مصير العدد القليل من أفراد خلايا تنظيم داعش المتبقية بعد القضاء عليهم أواخر العام المنصرم، يقول الناشط “أحمد حسان” اسم مستعار، والمطلع على الوضع بشكل كبير، إن “المعركة كانت حاسمة ومصيرية، تم القضاء فيها على قياديين بارزين، وكان هنالك أكثر من عشر جثث لم يتم التعرف سوى على اثنتين فقط ، أحدهما تعود لشخص من السويداء والآخر للمدعو أبو طارق الصبيحي، والآخرين تمت ملاحقتهم إلى المنطقة الشرقية بعد أن هربوا من منطقة طريق السد في مدينة درعا”.
وأضاف أنه كانت هنالك عدة محاولات انتقامية تمثلت بمحاولة اغتيال عدد من الشخصيات البارزة في مدينة درعا، ولكنها بائت بالفشل وكانت قليلة بعد هروب الغالبية من خلايا تنظيم داعش من المنطقة.
وأكد أنه إلى اليوم ماتزال أعداد قليلة من فلول تنظيم داعش موجودة تحت حماية المخابرات السورية، وتتحرك باسمها، بينما تقوم المجموعات المحلية من أهالي المنطقة بملاحقتهم وطردهم منها.
وتأكيداً على دور النظام في تسهيل حركة عناصر التنظيم وانسحابهم، يقول الناشط إن “انتقال خلايا التنظيم من وإلى مدينة درعا كانت تتم عبر حواجز النظام، ولاحظ الأهالي حرية حركتهم، وتنقلهم بشكل مريح هم وزوجاتهم، عكس تحركات الناشطين في المدينة”.
وعن أهمية الدور الذي لعبه القيادي في داعش “أبو جزوان” أشار الناشط أن المدعو كان له نشاط كبير خلال معركة الحسم مع التنظيم نهاية العام الماضي، من خلال مساعدتهم لوجستياً وعسكرياً، كما كان يقوم بتأمين ملجأ لعدد من الأمراء الذين يتنقلون من الغرب إلى الشرق وبالعكس.
ونوه الناشط حسب اطلاعه على مجريات الأحداث، احتمالية عودة التنظيم للتشكيل بعد القضاء عليه في عدة مواقع أهمها جاسم ودرعا البلد، موضحاً ذلك بقوله “لا يستطيع التنظيم إلا أن يقوم بتشكيل بؤر من أجل أعمالهم القذرة، ويذكر بأن أكبر القلاع كانت في مدينة جاسم، و في منطقة طريق السد بمدينة درعا، وقد تم هدمها وسحقها”.
وأضاف أن خلايا التنظيم تعيش اليوم أسوء أيامها بسبب عدم وجود المكان الآمن لهم بشكل كبير، وهم يتوزعون في بلدة نصيب حالياً تحت حماية النظام، ويتنقلون إلى المناطق الشرقية منها، ويسعون تشكيل بؤرة جديدة في المنطقة الشرقية، ولكن هذه المساعي إلى الآن تبوء بالفشل.
يذكّر أن منصة SY24 كشفت عام 2019 في تقرير لها، عن إطلاق سراح العشرات من عناصر وقادة “جيش خالد” الموالي لتنظيم داعش من سجون النظام السوري، عقب اعتقالهم في منطقة “حوض اليرموك” بدرعا عام 2018، ومؤخراً، وحذّرت مصادر مهتمة بتوثيق انتهاكات النظام السوري وأجهزته الأمنية، من مساعي النظام لزرع “الفتن والدسائس” في محافظة درعا جنوبي سوريا.