أطلقت ميليشيا الدفاع الوطني بالتعاون مع ميليشيا لواء القدس الفلسطيني وميليشيا أسود الشرقية الموالية لروسيا حملةً عسكريةً جديدة، وذلك بغرض البحث عن عدد من عمال جمع الكمأة الذين اختفوا في “ظروف غامضة” بالقرب من منطقة ناضرة بجبل البشري ببادية ديرالزور الغربية، وسط معلومات تتحدث عن خطفهم من قبل مجموعات مسلحة “مجهولة الهوية”.
مراسل منصة SY24 نقل عن شهود عيان قولهم: إن المختطفين ينحدرون من بلدات عياش والبغيلية في ريف ديرالزور الغربي وكانوا في طريقهم إلى جبل البشري في البادية لجمع الكمأة، وذلك بعد منع الميلشيات الإيرانية الأهالي من جمع هذا الفطر في مناطقهم، قبل أن توقفهم مجموعة مسلحة كان أفرادها على دراجات نارية بالقرب من الطريق العام، وتختطف 12 شخص منهم، في حين تمكن 5 آخرون من الفرار والعودة إلى قراهم.
المراسل أوضح أن أهالي البلدات اتهموا الميليشيات الإيرانية ومن خلفها ميليشيا الفرقة الرابعة باختطاف أبنائهم، وذلك بسبب التوتر الحاصل بينهم وبين الميليشيا على خلفية قيامهم بطردها من بلدة عياش بريف دير الزور الغربي قبل عدة أيام وإحراق جميع مقراتها بالكامل، على خلفية قيام الأخيرة بقتل اثنين من أبناء البلدة بتهمة العمل بالتهريب دون دفع إتاوات مالية لها.
عملية اختطاف أبناء ريف ديرالزور الغربي جاءت بعد عدة ساعات على قيام تنظيم داعش باعتقال مجموعة من أبناء بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، أثناء بحثهم عن الكمأة في بادية الرصافة غربي المدينة، وقام التنظيم بالتحقيق معهم لعدة ساعات بتهمة العمالة لصالح قوات النظام وقوات “قسد” وقيامهم بجمع معلومات عنه ورصد تحركاته في البادية، قبل أن يقوم بإطلاق سراحهم مع تعهدهم بعدم العودة إلى المنطقة أبداً.
التنافس بين الميليشيات الإيرانية وتنظيم داعش للسيطرة على البادية السورية تسبب مؤخراً بمقتل العشرات من جامعي الكمأة ورعاة الأغنام والمدنيين، بفعل الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الطرفان في البادية، وأيضا بسبب الكمائن والهجمات المسلحة التي شنوها في المنطقة للسيطرة عليها بشكل كامل وفرض نفوذهم فيها.
أهالي ديرالزور اتهموا الميليشيات الإيرانية بالعمل على زرع حالة من الخوف والرعب في صفوفهم لمنعهم من الخروج الى البادية السورية والعمل بجمع الكمأة او الرعي وحتى الزراعة، وذلك عبر ارتكاب منتسبيها مجازر مروعة بحق المدنيين واختطاف عدد منهم وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم، ناهيك عن زراعة عدد كبير من العبوات الناسفة بالقرب من الطرق التي يستخدمها المدنيون في المنطقة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات في صفوفهم.
في الوقت الذي يستمر فيه تنظيم داعش باستهداف قوافل النفط والأرتال العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية وقوات النظام في بلدات السخنة و كباجب والشوكولا في البادية السورية، موقعاً فيها خسائر مادية وبشرية كبيرة بالرغم من قيام هذه القوات بإطلاق عشرات الحملات العسكرية في المنطقة بهدف الحد من نشاط التنظيم الذي يزداد يومياً ويصبح أقوى من ذي قبل.