أزمة مواصلات كبيرة يعاني منها أهالي وطلاب قرية “حِلا” بالقلمون الغربي في ريف دمشق، ولاسيما الموظفين، حتى باتت تشكل عبئاً كبيراً عليهم، في حياتهم اليومية، أثناء ذهابهم إلى أماكن عملهم في العاصمة أو المناطق المجاورة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل قال: إن “غالبية الطلاب والموظفين في القرية، يضطرون يومياً للذهاب إلى مدينة القطيفة القريبة منهم إما لجامعاتهم أو مدارسهم أو وظائفهم، ما سبب مشاكل يومية لهم بسبب صعوبة تأمين المواصلات”.
إذ تتوفر وسائل النقل والسرافيس العامة بشكل قليل جداً في القرية، ولا يناسب عدد السكان وحاجاتهم اليومية، و دون أن يتم تقديم الخدمات الكافية، من مخصصات المازوت اللازم لتخديم الأهالي والطلاب والموظفين.
هذا الأمر، دفع مالكي السرافيس للتحكم في الأسعار وأجور النقل، حيث يطلب أصحاب السرافيس، من الركاب مبلغ 1500 ليرة، وفي بعض الأحيان تصل الأجرة إلى 1700 ليرة، مقابل نقلهم إلى القطيفة مع العلم أنها لا تبعد أكثر من 5 كيلو متر عن القرية.
شكل هذا الأمر معاناة جديدة لديهم دون أي ضوابط أو محاسبة لمالكي السرافيس، وعدم تقيدهم بالأجور المفروضة عليهم من قبل قوات النظام، ما دفع بكثير من أهالي القرية، إلى تقديم شكاوى إلى مجلس البلدة، وإلى مدير المنطقة، دون أي أي ردة فعل تذكر، أو تجاوب من قبل المعنيين.
وفي حديث خاص لمراسلنا قال أحد الطلاب إن عدد كبير من الطلاب يضطرون للذهاب إلى القطيفة لحضور دروس خصوصية، لافتقار قريتهم إلى كادر تدريسي متخصص بالمواد الرئيسية يمكن الاعتماد عليه،ما جعلهم يتكبدون عناء الذهاب إلى المناطق المجاورة مقابل أجرة مواصلات مرتفعة.
وعلى الجانب الآخر، تستمر أزمة عدم توفر حليب الأطفال المستمرة في مناطق الغوطة الشرقية، مشكلة أزمة كبيرة بسبب انقطاعها من كافة الصيدليات والمراكز الطبية المختصة بالتوزيع.
وحسب ما أفاد به مراسلنا، ذكر عدد من الأهالي التقيناهم أن أطفالهم حديثي الولادة، يحتاجون لنوع من حليب الأطفال غير متوفر في الصيدليات، وإن توفر فإن سعره يكون باهظ جداً.
وأكد المراسل، أنه يتم توزيع أربع علب فقط من الحليب شهرياً في الصيدليات داخل مناطق الغوطة الشرقية، مع أن كل صيدلية يراجعها في اليوم أكثر من 100 شخص يسأل عن حليب الأطفال .
إذ أن جميع أصناف الحليب المعلب مفقودة من الأسواق بشكل تام منذ عدة أشهر، وإلى اليوم غير متوفرة، وسط مناشدات عديدة للأهالي بتخصيص كميات ولو قليلة جداً إلى المنطقة، وفي ظل فقدانها من الأسواق واستغلال بعض التجار أو الموزعين والمحتكرين لهذا المادة فإن سعر علبة “النان” وصل إلى 34 ألف، وسعر علبة “الكيكوز” 28 ألف ل، وعلبة “النيوتري بييي” 30 ألف ليرة، وهذه الأسعار غير ثابتة ويمكن أن يتغير سعر العلبة من منطقة إلى أخرى بفارق يتجاوز الـ 5 آلاف ليرة للعلبة الواحدة!.
وقالت “أم حذيفة” لمراسلنا إن “لديها طفلين بحاجة إلى حليب، وهي من سكان إحدى بلدات “الغوطة الشرقية”، تذهب صباح كل يوم إلى جميع الصيدليات في مدينتها، لتبحث عن علبة حليب واحدة على الأقل لكن دون جدوى!
وتابعت حديثها، بأنها ذهبت إلى مديرية الصحة وإلى المنظمات العاملة في المنطقة، بهدف تأمين جزء بسيط من الحليب لأطفالها لكن طلباتها لم تلقى آذان صاغية من أحد، مشيرة أنها منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم لم تستطع شراء ولو علبة حليب واحدة، باستثناء علبتين فقط في الشهرين الماضيين، من قبل أحد فاعلي الخير من أقاربها في دمشق.
يشابه حال “أم حذيفة”، حال مئات الأهالي الذين يعانون بشكل كبير من فقدان مادة حليب الأطفال وارتفاع سعرها بشكل غير طبيعي إن توفرت.
كما ينطبق هذا الوضع السيء على مناطق كثيرة في دمشق وضواحيها، إذ أظهرت صور ملتقطة بعدسة مراسلنا منها سوء الطرقات في منطقة بيت سحم جنوب دمشق، تبين الحفر في الطرقات الفرعية، وانتشار القمامة جانب المنازل، وحفر الصرف الصحي المكشوفة، وسوء الخدمات الكبير الذي يعاني منه السكان في معظم المناطق، دون تحرك فعلي من قبل المجالس المحلية أو البلديات وكأن تلك المناطق تحظى بعقاب جماعي من قبل الحكومة بسبب معارضتها للنظام في السنوات السابقة.