تفيد الأنباء الواردة من مناطق النظام السوري باستمرار انتشار الأمراض التي سببها الخوف من الزلزال والهزات الارتدادية، وخاصة الأمراض النفسية.
وفي المستجدات، أكد عدد من الصيادلة في مناطق النظام بارتفاع الطلب على دواء “الدوار الدهليزي” بنسبة 70 في المئة، مقارنة بما قبل الزلزال، إضافة إلى تزايد الطلب على المهدئات والأدوية المضادة للقلق والخوف.
وحسب مصادر طبية متطابقة، فإن عدد المرضى والمراجعات ازداد بشكل كبير بعد الزلزال، خاصة من يعانون من أعراض الهلع، وأكثرهم من شريحة النساء والأطفال، إضافة إلى تردي أوضاع المرضى المصابين أصلا بأمراض نفسية سابقة.
وبات كثيرون في مناطق النظام يشتكون من حالة وهم حدوث الزلزال، بأعراض دوخة وعدم اتزان وهي حالة يمكن أن تشفى بعد فترة قصيرة.
وبات من اللافت للانتباه أن العديد من الأهالي باتوا يبادرون إلى طلب المساعدة من الاختصاصيين النفسيين، غير آبهين بما كان يُثار سابقاً من أفكار مغلوطة تُلحق وصمة عار بأولئك الذين يراجعون الطبيب النفسي، حسب المصادر الطبية.
وحول ذلك قالت بتول حديد مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات لمنصة SY24، إنه “بسؤال مختص نفسي مقيم في مناطق النظام- ولم يرغب في الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية- أخبرنا أن السوريين مع انعدام مقومات الحياة والغلاء الفاحش، أصبحت لديهم أمراض ظاهرة كالاكتئاب واليأس وهو ما عبر عنه قبل الزلزال بالانتحار بين فئة الشباب”.
وأضافت أن “الزلزال الذي جاء عزز حالة عدم الأمان الاقتصادي والنفسي التي يعيشون بها، وكون النساء والأطفال هم الشريحة الأكثر تعبيراً عن العواطف والأكثر عرضة للشعور بالقلق، فكانت الأعراض النفسية والجسدية تظهر عليهم بشكل أكبر، وتترجم عبر شعورهن بالدوار والهزات الكاذبة.
من جهة أخرى، لا يختلف الحال بالنسبة لمناطق الشمال السوري من ناحية المخاوف من انتشار الأمراض عقب الزلزال، إذ حذّر مصدر طبي عامل في الشمال السوري في حديثه لمنصة SY24، من خطورة انتشار العديد من الأمراض وعلى رأسها أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية شمال غربي سوريا، بالتزامن مع استمرار تبعات كارثة الزلزال.
وأنذر من أن هناك خطورة من انتشار العديد من الأمراض أهمها: الأمراض المنقولة من المياه مثل الإسهالات المختلفة، أي الإسهال المائي الحاد أو إسهال زحاري، إضافة إلى التهاب “الكبد الوبائي A”، والحمى التيفية.
كما أن هناك مخاوف من انتشار أمراض الجهاز التنفسي وخاصة عند الصغار وكبار السن، بسبب الاكتظاظ في أماكن الإيواء الجماعي والمخيمات.