أعادت الفرقة الرابعة الذراع الإيرانية داخل جيش النظام، انتشار قواتها في مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والجنوبي، وذلك بعد طردها من ريف المحافظة الغربي على خلفية التوتر الحاصل بينها وبين أبناء عشائر المنطقة بعد مقتل اثنين منهم، واستمرار المليشيا رفضها تسليم الجناة للمحاكمة أو تعويض عائلات القتلى.
عملية إعادة الانتشار تركزت على بلدات البوعمر والمريعية وموحسن شرقي ديرالزور والمحاذية لمطارها العسكري الذي تديره القوات الروسية بشكل غير مباشر، مع تواجد كثيف لعناصر من الحرس الجمهوري النظامي وميليشيا “لواء القدس الفلسطيني” المقربة من موسكو، بينما تتمركز ميليشيا “كتائب الإمام علي” التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في قرية الجفرة وتسيطر على معبر نهري غير شرعي يقع بالقرب منها.
وتزامن ذلك مع الفرقة الرابعة بنصب عدة حواجز عسكرية إضافية على طول الطريق الدولي الذي يربط مدينة البوكمال الحدودية بمدينة ديرالزور ومنه إلى دمشق وحلب، والذي تستخدمه الميليشيات الإيرانية في نقل شاحنات الأسلحة والذخائر القادمة من العراق ونقل عناصرها والزوار الشيعة إلى المنطقة ومنها إلى بقية المحافظات السورية التي تسيطر عليها قوات النظام.
إعادة الانتشار من قبل عناصر الفرقة الرابعة في المنطقة، وزيادة عدد المقرات العسكرية والحواجز التابعة لها، أثارت حالة من القلق لدى الميليشيات الروسية والمحلية وحتى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالرغم من العلاقات الجيدة التي تربط الطرفين، وذلك لتخوف هذه الميليشيات من حدوث توتر كبير في المنطقة وخسارتهم نسبة جيدة من الأرباح التي يحققونها في التهريب وتحصيل الإتاوات.
مراسل SY نقل عن شهود عيان، قولهم: إن “الفرقة الرابعة استولت على مبنى مخصص لاتحاد الفلاحين في مدينة موحسن مؤلف من غرفتين، بالإضافة إلى قيامها بإعادة ترميم بعض المنازل شبه المدمرة في بلدات المريعية والبوعمر، والتي استولت عليها في وقت سابق ورفضت إعادتها إلى أصحابها الشرعيين بحجة أنهم شاركوا في المعارك إلى جانب فصائل المعارضة السورية”.
وأشار مراسلنا إلى تكثيف الفرقة من تواجدها عند معبر بقرص النهري الذي يربط مناطق سيطرة النظام بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” وزيادة عدد عناصرها في المنطقة، مع إقامة حاجز إضافي عند مدخل البلدة لا يبعد سوى 500 متر عن حاجز تابع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ما خلق حالة من عدم الارتياح في المنطقة، إن كان بالنسبة للمدنيين أو بالنسبة لعناصر بقية الميليشيات المسلحة.
من جهتها، قامت ميليشيا لواء القدس الفلسطيني المقربة من موسكو بإعادة نشر قواتها في محيط مطار ديرالزور العسكري وفي منطقة الجبل المحيط به وفي أحياء هرابش والطحطوح القريبة من المطار، على خلفية نشر الفرقة الرابعة حواجزها العسكرية بالقرب من المنطقة وبدء عناصرها بتحصيل الإتاوات المالية من المدنيين وأصحاب شاحنات نقل البضائع التي تدخل المدينة وتخرج منها، بالتزامن مع فقدانها 5 من عناصرها كانوا قد اختفوا قبل عدة أيام وتم العثور على جثثهم متحللة وعليها آثار تعذيب بالقرب من بادية بلدة المسرب في الريف الغربي لدير الزور.
والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، تشهد توتراً كبيراً بين مختلف الميليشيات المسلحة المتواجدة فيها، نتيجةً للنزاع القائم فيما بينها للسيطرة على المنطقة بهدف تحصيل أكبر قدر ممكن من الأرباح المادية، وتحقيق أجندات خاصة بها وبالذات بالنسبة للميليشيات الإيرانية التي تحاول نشر مشروعها الطائفي بين أوساط المدنيين وخاصةً الأطفال، مستغلةً الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها.