ارتفاع معدل جرائم السرقة والنهب يثير قلق الأهالي في الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهدت مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعاً ملحوظاً في معدل جرائم القتل والسرقة والنهب المسلح التي ذهب ضحيتها العشرات من أبناء المدينة، في ظل حالة من الانفلات الأمني تعيشه المنطقة مع استمرار تنظيم داعش بشن هجماته على عناصر ودوريات “قسد”، والتحركات المريبة للخلايا التابعة للنظام والمليشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة والريف المحيط بها.

 

جرائم السرقة في المدينة الرقة تركزت في ضواحيها والشوارع والأزقة الفرعية المظلمة بسبب انعدام الإنارة الليلية فيها، وعدم وصول الدوريات التابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” إليها خوفاً من تعرضها لأي هجمات مسلحة، ناهيك عن انتشار عدد من العصابات المسلحة والمنظمة التي تقوم بمهاجمة المدنيين وسلبهم أموالهم وممتلكاتهم الشخصية بالقوة وتحت تهديد السلاح.

 

مراسل منصة SY24 في مدينة الرقة نقل عن عدد من شهود العيان قولهم: إن “معدل الجرائم المرتكبة في مدينة الرقة قد ارتفع إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي، وبالذات مع انتشار كبير للمخدرات والحبوب المخدرة وسط الشباب وارتفاع معدلات البطالة وغياب فرص العمل الحقيقية مع تدني الأوضاع المعيشية للأهالي وغلاء المعيشة”.

 

الأهالي اتهموا المليشيات الإيرانية وقوات النظام بإغراق المنطقة بمختلف أنواع المخدرات، مستغلةً ظروفهم المعيشية الصعبة و تدني المرتبات التي يتقاضونها.

 

ارتفاع معدل الجرائم دفع العديد من أهالي المدينة لشراء الأسلحة الفردية وحملها بشكل علني في الشوارع وخاصةً التجار وأصحاب رؤوس الأموال، والذين يضطرون لحمل كميات كبيرة من الأموال معهم بشكل علني كأصحاب مكاتب الصرافة وتجار الذهب وغيرهم، وذلك بغرض الدفاع عن أنفسهم ضد أي محاولات لنهب أموالهم من طرف العصابات واللصوص.

 

“عامر المحمد”، من أبناء مدينة ديرالزور ونازح في مدينة الرقة منذ عام 2012، ذكر أن “الحياة في المدينة أصبحت مخيفة جداً وخاصةً في فترة المساء مع انعدام الإنارة بشكل شبه كامل بعد إغلاق المحال التجارية أبوابها وانقطاع التيار الكهربائي عن الشوارع والأزقة الفرعية، وحصرها على الشوارع الرئيسية ومنطقة وسط المدينة التي تضم مؤسسات الإدارة الذاتية، ما أدى إلى ظهور عصابات تشليح مسلحة تستهدف الأهالي والمدنيين”، على حد قوله.

 

وفي حديثه لمنصة SY24 قال:” الفقر والجوع وانعدام فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة هي من أهم أسباب ارتفاع نسبة جرائم السرقة والنهب المسلح في الرقة، ناهيك عن الانتشار الكبير للمخدرات بين أوساط الشباب وخاصةً مخدر الكريستال وحبوب الكبتاغون رخيصة الثمن القادمة من معامل ميليشيا حزب الله وميليشيا الفرقة الرابعة، والتي تدخل إلى الرقة عبر معابر التهريب غير الشرعية التي تسيطر عليها هذه المليشيات”.

 

وأضاف أن “دوريات قوى الأمن الداخلي تتركز في منطقة وسط المدينة والأحياء والشوارع القريبة منها ولكنها لا تصل إلى ضواحي الرقة والازقة الفرعية في فترات المساء خوفاً من تعرضها لهجمات من قبل خلايا داعش، ولهذا تجد أن معظم عمليات السرقة تحدث في تلك الأحياء وفي ساعات متأخرة من الليل، فالحل يكمن في إنارة المنطقة وتفعيل دوريات عسكرية مشتركة مع قسد لفرض الأمن في تلك الأحياء ومنع حدوث عمليات سرقة ونهب المسلح فيها”.

 

وفي السياق ذاته، أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” القبض على عدد كبير من اللصوص وتجار السلاح والمخدرات ومصادرة ممات كبيرة من الحبوب المخدرة في مدينة الرقة منذ بداية العام الجاري، وذلك ضمن الحملات الأمنية الدورية التي تطلقها في المدينة بين الحين والآخر بهدف فرض الأمن والاستقرار فيها وإعادة الحياة الطبيعية لها بعد 5 سنوات على طرد تنظيم داعش منها.

مقالات ذات صلة