آلاف السوريين رجالاً ونساءً وأطفالاً، احتلوا الساحات العامة اليوم في مدينة إدلب، منذ ساعات الأولى لإحياء الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية، وتجمعوا في ساحة “السبع بحرات” وسط مدينة إدلب، مؤكدين على استمرارهم في نهج الثورة، والحرية والكرامة، ومطالبين بإسقاط النظام، والأفراج عن المعتقلين/ات وسط حشد جماهيري عظيم.
ورغم سنوات الحرب والقصف والنزوح والتهجير، مازال السوريين في شمال غربي سوريا صامدين على موقفهم، ضد النظام المجرم، رافعين لافتات الحرية، التي تعبر عن مطالبهم تحت ظل أعلام الثورة السورية، التي غطت سماء المظاهرات الشعبية، حسب ما رصدته منصة SY24.
ووسط تلك الحشود، كان للمرأة اليوم وجوداً لافتاً في ساحات الحرية، ودوراً مهما في الحراك الشعبي، إذ اجتمعت آلاف النساء من مختلف المحافظات السورية للتأكيد على صمودهن للوصول إلى الحرية التي خرجوا منذ 12 عام للمطالبة بها، ومنددات بحكم النظام الأسدي.
“أميمة محمد” ناشطة صحفية، من ريف إدلب كانت إحدى المشاركات اليوم في المظاهرة الكبيرة، تخبرنا في حديث خاص أنها اليوم تعيش عيداً حقيقاً اسمه عيد الثورة، هي وعشرات الآلاف من النساء الأخريات اللواتي شاركنا في المظاهرة، تقول لنا: “شعور لا يمكن وصفه، مليئ بالحرية والكرامة والعزة، وفرحة كبيرة تنقصها تحقيق النصر وإسقاط النظام، وعودة المهجرين والنازحين إلى مدنهم وإخراج المعتقلين/ات من سجون النظام، حينها ستكون الفرحة أعظم”.
علت هتافات الحرية سماء مدينة إدلب، وطالبت الجموع بإسقاط النظام، على وقع الأناشيد الثورية، تقول “سلام العاصي” مهجرة من مدينة داريا، أعادت لي هذه الاحتفالات اليوم، أيام المظاهرات في داريا ودمشق، حيث كانت المرأة تخرج في جميع المظاهرات، متحدية الخوف والاعتقال والقوات الأمنية، وكنا نرى بأعيننا الرعب الذي تزرعه هتافاتنا ضد النظام، والأجهزة الأمنية، و كلما توسعت رقعة المظاهرات كان خوفهم وبطشهم يزداد ومنذ اليوم الأول واجهونا بالرصاص الحي والاعتقالات”.
كما لعبت النساء في سوريا، دوراً كبيراً في في المظاهرات السلمية، والحراك الثوري ليس فقط على أرض الواقع وفي الساحات والشوارع، بل أيضا كان لها حضوراً قوياً في وسائل التواصل الاجتماعي، ونقل أخبار الثورة رغم المخاطر التي تعرضتن لها من اعتقال وتعذيب وقتل أيضاً، وساهمت المرأة أيضاً في الاعتصامات السلمية، وتوزيع المنشورات وتنظيم الحملات المظاهرات الأسبوعية.
اليوم، وبعد 12 عام، يصر السوريون شمال غربي سوريا، على مواصلة الثورة، إلى حين إسقاط النظام، رغم خذلان العالم لمطالبهم، ويتذكرون أيقونات الثورة الذين قضوا بقصف النظام وروسيا، أو تحت التعذيب في سجون النظام وأفرعه الأمنية، أو حتى من تم تهجيرهم رغماً عنهم لإحلال الميليشيات مكانهم في مدنهم وبلداتهم، ومطالبين الإفراج عن آلاف المعتقلين/ات في سجون معتقلات النظام.