شهدت معظم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، خلال الأيام الماضية، هطولات مطرية غزيرة تسببت بتشكل العديد من السيول التي اجتاحت مدن وبلدات المنطقة والمخيمات العشوائية المنتشرة فيها، ما أدى إلى حدوث عدد من الوفيات والإصابات بين المدنيين، ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة التي لحقت بمنازل وخيام النازحين وأراضيهم الزراعية وممتلكاتهم الشخصية.
المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة نالت النصيب الأكبر من الخسائر المادية بفعل الأمطار والسيول التي ضربتها، إذ تعرضت عشرات الخيام إلى أضرار بالغة نتج عنها تشريد قاطنيها في العراء وسط المنخفض الجوي الشديد واستمرار الأمطار بالهطول على المنطقة، في ظل غياب الدعم والمساعدة من قبل مؤسسات “الادارة الذاتية” والمنظمات الدولية الاغاثية.
قاطنو مخيم “رطلة” بريف الرقة الجنوبي الشرقي قالوا أن الأمطار والسيول تسببت بانهيار عدد من الخيام ونفوق رؤوس الماشية وخسائر مادية في الممتلكات الشخصية، ما أجبر عدد من العائلات للمبيت في العراء أو تشارك الخيام مع بقية السكان لعدم توافر بديل لهم، وسط استمرار الأمطار بالهطول وإغلاق معظم الطرقات الرئيسية والفرعية التي تصل بالمخيم.
في الوقت الذي أكد فيه سكان مخيم “اليوناني” ومخيم “حويجة السوافي” عدم وصول أي مساعدات من قبل مؤسسات “الادارة الذاتية اليهم” في ظل استمرار هطول الأمطار الغزير وانهيار عشرات الخيام وغرقها بفعل السيول الجارفة، وسط مطالبات محلية بضرورة إيصال المساعدات الغذائية و الإيوائية العاجلة لهم وتوفير خيام جديدة بدل خيامهم التي غمرتها مياه الأمطار.
فيما تستمر معاناة قاطني المخيمات العشوائية في ريف ديرالزور الغربي والشمالي بفعل الأمطار والسيول المتشكلة، والتي دفعت العديد منهم إلى هجر خيامهم والتوجه للمبيت لدى أقربائهم في القرى والبلدات القريبة منهم، أو الانتقال إلى الأماكن المرتفعة لتجنب السيول الجارفة.
مكتب المخيمات في “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، قال إنهم باشروا بالتنسيق مع باقي المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية بغرض الإسراع في تقديم المساعدات إلى قاطني المخيمات العشوائية في المنطقة وإيصال الدعم المالي والاغطية والملابس الشتوية لهم، ناهيك عن تقديم خيام جديدة للمتضررين من الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها المنطقة.
في الوقت الذي حذرت فيه مصادر طبية من ظهور العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة انعدام مياه الشرب النظيفة بفعل الأتربة والشوائب التي انتقلت إلى خزانات المياه ومحطات تصفيتها قرب السرير النهري، وسط تضرر كبير في شبكات الصرف الصحي وعدم تصريف مياه الأمطار وتشكل البرك والمستنقعات التي تعد مكاناً رئيسياً لتكاثر الحشرات والقوارض المسببة للأمراض.
ويوجد في ريف الرقة وحدها أكثر من 58 مخيم عشوائي يقطن فيها قرابة 17 ألف نسمة جلهم من النساء والأطفال ويعانون من ظروف معيشية صعبة، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة وارتفاع أسعار السلع والبضائع الغذائية والتجارية، وسط غياب شبه كامل للمساعدات المقدمة من قبل المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية، وعدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوفير المواد الأساسية المدعومة من قبلها من محروقات وخبز وغيرها، وسط تأكيد الأخيرة على سعيها لضم هذه المخيمات في أربع مخيمات كبيرة على شاكلة مخيم الهول بغرض الإشراف عليها وتقديم الدعم لقاطنيها.
