باشرت الخلايا المسلحة التابعة لتنظيم داعش بإرسال العديد من الرسائل النصية على تطبيق واتس اب لأهالي مدن وبلدات شرقي سوريا لتذكيرهم بضرورة دفع الإتاوات المالية المترتبة عليهم بأسرع وقت، مع تهديدها للرافضين ذلك بإلحاق الضرر بممتلكاتهم الشخصية أو أحد أفراد عائلتهم وحتى استهدافهم بشكل مباشر، وذلك بالتزامن مع احتفال أهالي المنطقة بدخول شهر رمضان المبارك.
خلايا التنظيم استهدفت برسائلها التجار وأصحاب المشاريع التجارية وأصحاب رؤوس الأموال وغيرهم ممن يستطيع دفع الأموال لهم، بالإضافة إلى موظفي المنظمات الإغاثية والعاملين لدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” المدنية الذين سمحت لهم بالاستمرار بالعمل، وعدم استهدافهم بتهمة التعامل مع “قسد” وقوات التحالف الدولي، مقابل دفع ما يترتب عليهم من أموال.
مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور الشمالي أكد قيام خلايا تابعة لتنظيم داعش بإلصاق ورقة مكتوب عليها عدد من أسماء العاملين في المجلس المحلي لناحية الصور مع تهديدات لهم بالقتل، وذلك لعدم قيامهم بدفع الأموال التي طلبها التنظيم منهم في وقت سابق تحت مسمى “الكلفة السلطانية”، وسط حالة من الخوف والهلع انتابت سكان المنطقة الذين طالبوا “قسد” بضرورة توفير الحماية للموظفين في مؤسسات “الإدارة الذاتية” من أي هجمات انتقامية لداعش.
فيما أشار المراسل إلى استهداف مجموعة يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش أحد متضمني آبار النفط في بلدة الحريجي بالريف الشمالي في هجوم هو الثاني من نوعه على منزله في غضون أقل من شهر، ما تسبب بإصابة أحد أقاربه بجروح وصفت بـ المتوسطة، فيما تمكن المهاجمون من الفرار مع تهديدات بالعودة مجدداً لمهاجمة المنزل في حال لم يتم تحقيق مطالبهم ودفع الأتاوة المالية لهم.
مصادر إعلامية تحدثت عن انخفاض في معدل عمليات التنظيم في المنطقة بسبب “استمرار قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي باعتقال قادة وعناصر التنظيم وتجفيف منابع تمويله، عبر مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وإيقاف عمليات بيع وشراء السلع والبضائع التي تساهم بتوفير دخل إضافي لداعش مثل الآثار والعملات الأجنبية، ناهيك عن زيادة واضحة في عدد عناصر حراسة المقرات العسكرية ونقاط التفتيش الخاصة بقسد في المنطقة وبالذات في ريف ديرالزور الشرقي”.
في الوقت الذي طالب فيه التحالف الدولي الأهالي بضرورة التبليغ عن أي نشاط لأحد خلايا تنظيم داعش يتعلق بجباية الأموال منهم بطريقة غير مشروعة، إن كان بالقوة عبر إقامة حواجز عسكرية وهمية في الطرقات العامة ونهب الأموال من المدنيين، أو عبر تهديدهم برسائل نصية عبر تطبيق واتس أب، بهدف دفع ما يسمى بـ”الكلفة السلطانية” لهم مقابل عدم التعرض لهم أو لممتلكاتهم الشخصية.
والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا تشهد حالة من الفلتان الأمني متمثلة في استمرار الهجمات المسلحة التي تشنها خلايا تابعة لتنظيم داعش ، بالإضافة إلى قيام الخلايا التابعة للنظام والميليشيات الإيرانية بعمليات اغتيال لعدد من معارضي النظام وشيوخ العشائر العربية بغرض زرع الفتنة وزعزعة استقرار المنطقة، تمهيداً لاحتلالها ونشر الفكر الشيعي بين أبنائها على غرار ما فعلت في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمدينة ديرالزور والريف المحيط بها.