“هناك العديد من العائلات التي لا تملك القدرة على شراء المواد الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان، ولذلك فإننا نهدف من خلال هذا المشروع توفير وجبات إفطار صحية لهذه العائلات ودون أي مقابل”.
بهذه الكلمات وصف الشاب “عامر الحسين” أوضاع الأهالي في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي يعانون منها مع ارتفاع أسعار جميع المواد والسلع التجارية والغذائية، وغياب فرص العمل الحقيقية لهم وعدم وجود معيل لمعظم العائلات المحتاجة في المدينة وريفها بسبب ظروف الحرب المستمرة منذ 12 سنة.
“الشاب عامر”، وهو متطوع في أحد المطابخ الخيرية التي تم إنشاؤها في مدينة الرقة بهدف تقديم وجبات إفطار يومية للمحتاجين طوال شهر رمضان، يؤكد أن “جميع العاملين في هذه المطابخ هم متطوعون بدون مقابل ويعملون بهدف توفير أكبر قدر ممكن من المساعدة للعائلات الفقيرة والمحتاجة في المدينة وريفها وإيصال وجبات غذائية صحية لهم و لأطفالهم”.
يقول عامر في حديثه مع مراسل منصة SY24 في الرقة: “معظم المطابخ الخيرية يتم تمويلها من قبل أبناء المدينة المغتربين في دول الخارج أو في أوروبا، بالإضافة إلى تقديم التجار المحليين والميسورين من الأهالي بعض المساعدات العينية لهم إن كان من المواد الأولية أو المحروقات، وكل ذلك لمساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لهم”.
وطالب القائمون على هذه المطابخ بضرورة أن تقوم مؤسسات “الإدارة الذاتية” في المدينة بتوفير المساعدة لهم، عبر تقديم المحروقات وغاز الطبخ بالمجان أو بسعر مخفض بغرض زيادة عدد العائلات المستفيدة من الوجبات اليومية بشهر رمضان، وتغطية أكبر قدر ممكن من القرى والبلدات والوصول إلى المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف المدينة.
والجدير بالذكر أن هذه المشاريع جاءت بالتزامن مع غياب المنظمات الإغاثية الدولية عن العمل في مدينة الرقة، بسبب الوضع الأمني السيئ الذي تعيشه المنطقة في ظل استمرار خلايا تنظيم داعش بشن عملياتها العسكرية، ناهيك عن تناقص الدعم المالي واللوجستي المقدم لهذه المنظمات واقتصارها على تقديم بعض المساعدات الطبية والصحية وبشكل قليل لا يغطي سوى 5% من المنطقة.