أطفال حديثي الولادة ضحايا عادات خاطئة.. ما رأي الطب؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أصرت السيدة الستينية “أم حسين” مهجرة من سهل الغاب إلى الشمال السوري، أن تمارس طقوسها الخاصة التي ورثتها عن أمها في معاملة حفيدها الصغير، الذي لم يبلغ الأسبوع من عمره بعد، ضاربة نصائح الأم وتحذير الأطباء عرض الحائط، تقول مبررة تصرفاتها إنها ربت أبنائها وجميع أحفادها بهذه الطريقة ولم يصب أحد منهم بأذى، ولكن هذا الجيل (لا يعجبه العجب) حسب تعبيرها.

الجدة “أم حسين” منذ ولادة حفيدها الجديد، “عمر” قامت بـ (تمليحه) على ثلاثة أيام وهي عادة قديمة متوارثة، تقوم على سكب الماء والملح على جسد الطفل الوليد لمدة ثلاث أيام، وذلك حسب معتقد قديم، يقول إن هذه العادة تمنع رائحة الجسم الكريهة، وتشد الجلد، غير أن الدراسات الطبية أثبت زيف هذه العادات بل وخطورتها على جسد الطفل الرضيع.

لم تكتف الجدة بعادة استحمام حفيدها بالماء والملح، بل قامت بوضع الكحل العربي الأسود في عينه، ظناً منها أن الكحل يجلي البصر، ويساعد الطفل على الرؤية بشكل أكبر، كما قامت بوضع قطعة من التمر في فمه ومسح لثته ولسانه بها لاعتقادها بفوائد التمر العديدة.

أثبتت الدراسات خطورة تلك العادات القديمة المتوارثة، على الأطفال الرضع، والأضرار الناجمة عن تلك الممارسة، يقول الطبيب “محمد الخالد” اختصاصي طب أطفال في حديث خاص مع مراسلتنا: إنه “واجه الكثير من تلك الممارسات الخاطئة التي تقوم بها الأمهات والجدات بحق المواليد الجدد، ولها تأثيرات خطيرة على صحة الطفل، ومنها ما يؤدي إلى أمراض خطيرة وأحياناً قد تسبب في وفاة الطفل”.

وحذر الطبيب جميع الأمهات من تلك العادات الخاطئة، وذكر بعضاً منها وهو الأكثر انتشار اليوم لدى بعض العائلات وهي “تمليح الطفل، أو تدليك جسده الصغير بالحناء والريحان، وتكحيل الطفل بالكحل العربي، وأحياناً بالليمون، وهو من أخطر العادات التي تسبب أضرار في شبكية العين، وكذلك إعطائه مغلي اليانسون أو الزهورات بدلاً من الدواء المناسب عند المغص، ولاسيما في أيام الأولى من عمر الطفل، ما تسببت بأمراض عديدة ومضاعفات خطيرة على صحته”.

يذكر الطبيب أن هناك عدة حالات خطيرة وردت إليه بسبب تلك العادات والتقاليد الخاطئة المتبعة في تربية الطفل الوليد في أسابيعه الأولى، وفي كل مرة تصر بعض السيدات ولاسيما الجدات الكبار في السن أنهم ربّوا أولادهم من قبل على تلك العادات ولم يصابوا بأذى”.

وحذرت فنية التغذية “سوسن” من إعطاء الطفل الأطعمة في الشهور الستة الأولى من عمره، والتي تسبب أمراض معوية، وتقلل مناعة الطفل، وقد واجهت أثناء عملها في أحد المراكز الصحية عدة حالات لأطفال تم إدخال الطعام لهم في الأشهر الأولى، إذ تدفع قلة خبرة الأم الجديدة في اتباعها تلك العادات الخاطئة، أو تحكم الجدات في أسلوب تربية الطفل، كونهن ذات خبرة قديمة.

ومن العادات الخاطئة التي تمارسها الأمهات هو لف الطفل حديث الولادة بعدة قطع من القماش تسمى شعبياً (القماط)، وتتألف من حزام وقطعة قماش كبير تلف الطفل وتمنعه من الحركة، ظناً أنها تحمي ظهر الطفل وتوفر له الحماية أثناء حمله، غير أن هذه المعتقدات خاطئة حسب ما أثبته الطب، إذ تؤدي إلى إعاقة حركة الطفل، ونموه الطبيعي، وتنفسه أيضاً.

مقالات ذات صلة