شهدت الـ 48 ساعة الماضية أحداثاً متسارعة كان أبرزها تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الميليشيات الإيرانية وقوات التحالف الدولي، وذلك عقب إعلان الأخير عن استهداف عدد من المواقع التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، رداً على مقتل متعاقد أمريكي وإصابة عدد من الجنود باستهداف طائرة مسيرة لقاعدة تابعة للتحالف في محافظة الحسكة.
الميليشيات الإيرانية المتمركزة في معسكر الطلائع قامت بالانسحاب منه بشكل مفاجئ باتجاه بلدات ريف ديرالزور الغربي، وذلك تحت غطاء الفرقة الرابعة التي قامت بنقل عدد من المدافع الميدانية وراجمات الصواريخ في شاحنات ترفع علم النظام، بالإضافة إلى ناقلات جنود عسكرية تحمل بداخلها عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني بعد ارتدائهم زي قوات النظام، خوفاً من تعرضهم لهجمات من قبل طيران التحالف.
وأكد مراسل SY24 في ديرالزور، أن رتلاً عسكرياً يتبع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني وصل إلى معسكر عياش وأفرغ حمولة إحدى الشاحنات فيه، قبل أن يكمل طريقه باتجاه منطقة “حلبية” الأثرية، حيث يتواجد مركز البحوث العلمية التابع للنظام بالإضافة إلى بناء المفاعل النووي القديم الذي تعرض لقصف إسرائيلي في عام 2007، حيث استقر الرتل العسكري فيه مع نصب عدة حواجز عسكرية في المنطقة ورفع أعلام النظام عليها.
التحركات الأخيرة للميليشيات في الريف الغربي قابلها تحرك مماثل في الريف الشرقي لديرالزور، وذلك عبر قيام ميليشيا فاطميون بنصب راجمة صواريخ في شارع الجيش وسط مدينة الميادين وإطلاق عدة صواريخ باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، يعتقد أنها استهدفت قاعدة حقل العمر التابعة للتحالف الدولي، فيما أكد التحالف عدم وقوع أي إصابات في صفوفه جراء هذا القصف.
من جانبها، نفذت قوات التحالف الدولي عدة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور ومدينة الميادين ومنطقة “عين علي” في بادية بلدة القورية، ما أدى لتدمير عدد من الأبنية والمقرات التابعة لهذه الميليشيات ووقوع العديد من الإصابات في صفوف منتسبيها، دون معرفة عددهم أو حجم الخسائر التي تعرضت لها وسط حالة من الخوف والهلع في صفوفها، مع تسجيل عشرات حالات الهرب من المقرات والحواجز التابعة لها وخاصة بالنسبة لأبناء المدينة والمنتسبين المحليين.
وأشار مراسلنا في مدينة البوكمال إلى هروب عدد كبير من قادة الميليشيات الإيرانية الأجانب مع عائلاتهم إلى العراق عبر معبر السكك غير الشرعي، باستخدام سيارات مدنية وشاحنات نقل بضائع خوفاً من استهدافهم من قبل التحالف الدولي، وذلك بالتزامن مع إيقاف دخول الزوار الشيعة القادمين من العراق عبر معبر البوكمال الرسمي والطلب منهم الانتظار داخل الحدود العراقية في مدينة القائم أو العودة إلى العراق ريثما تهدأ الأوضاع في المنطقة.
التطورات العسكرية الأخيرة التي شهدتها مدينة ديرالزور والريف المحيط بها خلفت حالة من الخوف والهلع لدى المدنيين من سكان المنطقة، والذين طالبوا بإخراج الميليشيات الإيرانية المسلحة من داخل الأحياء السكنية ونقل مستودعات الأسلحة منها بشكل عاجل، خوفاً من تعرضها لهجمات من قبل الطيران الأميركي أو الإسرائيلي والذي قد يتسبب بخسائر بشرية بين صفوف المدنيين، على غرار ما حصل في القصف الذي تعرض له موقع تابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في حي الحميدية وسط المدينة قبل عدة أسابيع.