أجمع عدد من المحللين والخبراء في المجال العسكري، على أن هناك أهداف لا يمكن لإسرائيل تأجيل قصفها في سوريا تعود للميليشيات الإيرانية ومن أجل ذلك تتسارع الضربات الجوية عليها.
وشهدت الأيام القليلة الماضية غارات وضربات جوية إسرائيلية متتالية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب هذا التصعيد والذي يتركز على أهداف لوجستية وأمنية واستراتيجية داخل سوريا.
وأمس الأحد، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مقرات للميليشيات في ريف حمص، منها مطار الضبعة ومطار التيفور والشعيرات، إضافة إلى مواقع أخرى في ريفي حمص الشرقي والغربي تتمركز فيها الميليشيات.
وقبل أيام كذلك، طالت الغارات الإسرائيلية مستودعات الحرس والقصر الجمهوري في قاسيون، وفي المربع الأمني في كفرسوسة بدمشق وريفها.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قصفت إسرائيل مطار حلب الدولي بغارات جوية وأخرجته عن الخدمة، إضافة إلى القصف المتكرر على مطار النيرب العسكري، يضاف إليها الاستهداف والقصف المتكرر على دمشق وريفها وقبلها مناطق في الساحل السوري.
وحول ذلك قال الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة لمنصة SY24، إن “الأهداف التي تقصفها إسرائيل لها نوعان: أهداف سريعة خوفا من تهريبها إلى لبنان وهي أهداف خاصة تتعلق بصناعة الصواريخ وتوجيه الصواريخ ودقة عمل الصواريخ، وهي عبارة عن رقائق إلكترونية جي بي إس، حيث يتم ضربها مباشرة بعد الحصول على معلومات دقيقة من شبكة جواسيس كبيرة نجحت إسرائيل في تجنيدهم لصالحها من ضباط وعناصر النظام السوري”.
وأضاف “كذلك هناك شخصيات تقوم بتطوير هذه الأسلحة من طائرات مسيرة ورقائق إلكترونية، ورأينا كيف تم استهداف اجتماع لقادة الميليشيات والمستشارين الإيرانيين في منطقة كفرسوسة، في حين أن الأهداف الكلاسيكية العادية التي تضربها إسرائيل فهي المستودعات والمقرات الإيرانية العادية المتوزعة في مناطق متفرقة، أمّا القصف على أهداف النظام فأغلبها أهداف الرادار وأهداف الدفاع الجوي التي تتعرض للطائرات الإسرائيلية والصواريخ”.
وبيّن أن “هناك أهداف لا يمكن تأجيلها، لذلك نرى إسرائيل تقصف بالتتابع كما حدث خلال اليوميين الأخيرين على مطاري حلب والنيرب، وبالأمس كذلك تم قصف مطار الضبعة الذي حولته ميليشيا حزب الله إلى مقر للقوى الجوية والطيران المسير، وحفرت منه الأنفاق باتجاه قرية القصر اللبنانية، إضافة إلى قصف مركز البحوث ومواقع للميليشيات في قرى شين وخربة التين وخربة الحمام بريف حمص”.
ويربط محللون آخرون التصعيد الإسرائيلي على مواقع الميليشيات في سوريا بسبب ما تشهده إسرائيل من أوضاع داخلية متوترة.
وأمس الأحد، قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة مسيّرة تسللت من الأراضي السورية إلى داخل الأجواء الإسرائيلية.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المسيرة التي دخلت من جهة سوريا يشتبه في أنها إيرانية، في حين يأتي هذا مع توالي الضربات الجوية على الأراضي السورية خلال الأيام الأخيرة، وكان آخرها في ساعة مبكرة من أمس الأحد بمنطقة حمص وريفها وسط البلاد.
وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تقول إنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث يتنامى نفوذ طهران منذ أن بدأت دعم رأس النظام بشار الأسد بعد الثورة التي انطلقت في 2011.
بدوره، قال الباحث في الشأن العسكري رشيد حوراني لمنصة SY24، إن سبب ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية على سوريا “يعود لعدة أسباب منها الأحداث الداخلية الإسرائيلية ورغبة الحكومة القائمة بصرف النظر بتلويحها بمهدد خارجي يتمثل على حدودها الشمالية وتمركز الميليشيات الإيرانية هناك”.
ورأى أن هناك “أسباب خارجية تتمثل بالموقف الأوروبي المتصلب ضد النظام السوري ومحاكمته وأعوانه كمحترفين في الجريمة المنظمة، إضافة إلى اتخاذ الإدارة الامريكية قراراً بتمديد مهمة حاملة الطائرات (جورج إتش دبليو بوش)، ومجموعة السفن المرافقة لها، لتوفير خيارات لصانعي القرار في منطقة الشرق الأوسط”.
والجمعة الماضي، قال مسؤولون بالجيش الأمريكي إن “الولايات المتحدة قررت تمديد مهمة المجموعة الهجومية المرافقة لحاملة الطائرات جورج إتش.دبليو بوش”.
وجاءت أنباء نشر السفن بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ارتفاع عدد الجنود المصابين في هجمات الأسبوع الماضي شرقي سوريا، إلى 12 جنديا بعد تشخيص ستة عسكريين أمريكيين بإصابات دماغية، حسب تقارير متطابقة، والتي أشارت إلى وقوف الميليشيات الإيرانية في استهداف القواعد الأمريكية وبخاصة قاعدة حقل العمر النفطي شرقي سوريا.
يُذكر أن إسرائيل تستهدف بشكل متكرر مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، وتمكنت خلال السنوات الماضية من قتل العشرات من عناصرها، إضافة إلى العديد من ضباط الحرس الثوري الإيراني.
ونفذت إسرائيل منذ بدء الثورة السورية عشرات الضربات العسكرية في سوريا، مستهدفة ما يُشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة وانتشار للميليشيات الإيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني المتحالفة معها.