تتعالى أصوات الجرحى والمصابين وأهالي القتلى من عناصر قوات النظام السوري ممن شاركوا في الحرب ضد السوريين، للشكوى من استيلاء الهلال الأحمر على المساعدات المخصصة لهم وحرمانهم منها.
وكشف أكثر من متضرر من هذا الأمر عن إجراءات وانتهاكات ترتكبها منظمة الهلال الأحمر التي تعمل في مناطق النظام بحقهم، وسط تجاهل تام من النظام السوري وأذرعه الأمنية والعسكرية لمعاناتهم.
وحسب أحد عناصر النظام المصابين، فإنه في خطوه استفزازية من قبل الهلال الأحمر السوري والبطريركية في اللاذقية، قامت كلا الجهتين بإيقاف توزيع السلل الغذائية لعائلات ذوي (القتلى والجرحى) كانت مخصصه لهم سابقا منذ بداية الصراع في سوريا، دون توضيح الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
وأضاف أن الهلال الأحمر ومنذ الشهر 11 من العام 2022، لم يقم بإعطاء أسر القتلى والجرحى سلالهم الغذائية الدورية دون أي مبررات حيال ذلك.
وتابع أنه بعد عشرات المحاولات بل الاتصال بهم، لم يتم الرد وتم مراسلتهم عبر صفحه الفيسبوك الرسمية وحتى هذه اللحظة لم يتم الرد، وفق تعبيره.
وأشار إلى مراجعته فرع الهلال الأحمر في اللاذقية وأعلموه أنه استناداً لتوجيهات إدارتهم سيقومون بإعادة تقييم للعائلات المحتاجة عن طريق تنفيذ زيارات ميدانية، وحتى هذه اللحظة لم يقوموا بتنفيذ الزيارة أي بعد مضي 6 أشهر.
وذكر العنصر المذكور أن مستودعات الهلال الأحمر لم تعد تكفي لاستيعاب المساعدات الإنسانية الخارجية التي تأتي لمنكوبي الزلازل.
واعتبر المتضررون أن هذا الموضوع يؤجج الشارع وأهالي القتلى، ويخلق صورة أن الدولة تخلت عن دعمهم بعد كل ما قدموه وهذا يسيئ للنظام وحكومته، حسب قولهم.
وتوالت ردود أفعال أهالي القتلى والمصابين من عناصر قوات النظام، مؤكدين أن “هناك مليون إشارة استفهام حول آلية عمل الهلال الأحمر”، في حين أضاف آخرون بأن “جماعة الهلال يعتمدون على أشخاص غير مؤهلين إطلاقا ولا يمتلكون الخبرة بالعمل، فقدتم قطع الإعانات عن أشد الناس حاجة ولدينا أمثلة كثيرة وتركوها للميسورين جداً، وبالتالي التقييم عشوائي وغير مدروس ولا مصداقية بعملهم”.
وهاجم عدد من جرحى معارك النظام الهلال الأحمر بالقول “سابقاً كان يتم سرقة 90% من السلة الغذائية ويبقى 10% لنا، أمّا اليوم فباتت السرقة بشكل علني”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان العنوان الأبرز لما يجري في مناطق النظام السوري بشكل خاص، هو إقدام ضعاف النفوس وتجار الأزمات والحرب على سرقة المساعدات القادمة للسوريين المنكوبين جراء الزلزال.
يذكر أنه في وقت سابق من 2020، أطلق أهالي عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان “صرخة وطن جريح”، مطالبة حكومة النظام الاعتراف بجرحاهم وقتلاهم ومنحهم الامتيازات والحقوق التي يحصل عليها الجندي في جيش النظام من ناحية الامتيازات والحقوق.
وفي العام نفسه، أعرب عدد من جرحى قوات النظام السوري عن صدمتهم من التكريم المقدم لهم من حكومة النظام، والذي كان عبارة عن رمي علب المياه وقطع البسكويت عليهم، بعد أن كانوا يعتقدون أن رأس النظام بشار الأسد وزوجته أسماء سيكونان على رأس الحاضرين لتكريمهم.