تفيد الأنباء الواردة من جنوبي العاصمة دمشق، باستنفار أمني وعسكري غير مسبوق للميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري.
يأتي ذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع للنظام وميليشياته، آخرها ما تم تنفيذه من غارات جوية فجر اليوم الثلاثاء على دمشق وجنوبي دمشق.
وذكر مراسلنا أن الغارات استهدفت أحد مقرات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على طراف منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق.
وأشار إلى أن المقر تستخدمه الميليشيات لتطوير الطيران المسير، مبينا أن بداخله عدد من الطائرات المسيرة ما أدى إلى خروج المقر عن الخدمة.
كما أدى القصف إلى مقتل 2 من عناصر الحرس الثوري وإصابة نحو 7 عناصر بينهم خبير عسكري إيراني كان يشرف على تطوير الطائرات المسيرة.
وعقب القصف استنفرت كل وحدات ميليشيا الحرس الثوري وعملت على إغلاق الطرقات المؤدية إلى السيدة زينب.
ورصد مراسلنا قبل القصف على المقر بحوالي نصف ساعة، خروج ضباط وقياديين من ميليشيا الحرس الثوري كانوا يشرفون على العمل داخل المصنع، عرف منهم القيادي أبو ماريا والحاج شفيع.
ولفت إلى أنه منذ بدء الغارات الإسرائيلية على دمشق وريفها خلال الأسابيع الماضية، وميليشيا الحرس الثوري تعيش حالة من الاستنفار المتزايدة.
وبدأ الاستنفار باجتماعات مكثفة في السيدة زينب ومناطق أخرى جنوبي دمشق، ضمت ضباطاً بقوات النظام من ميليشيا الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وقادة من الحرس الثوري وميليشيا حزب الله.
ورافق تلك الاجتماعات، حسب مراسلنا، تسيير دوريات وحركات غير طبيعية لكل عناصر الميليشيات وخاصة في السيدة زينب وحول مقام السيدة زينب في المنطقة.
وكان اللافت للانتباه، نقل الميليشيات مستودع أسلحة وذخيرة قريب من المقام، يحتوي على صواريخ ذكية ومنظومات دفاع جوي، وذلك عبر سيارات مدنية باتجاه الكهوف والمغارات على المناطق الحدودية، على اعتبار أن المستودعات هناك محصنة بشكل أكبر مما هي عليه في جنوبي دمشق.
كما تم إخلاء مستودع آخر في المنطقة ذاتها، يحتوي على ألغام ومتفجرات ومواد أولية للصواريخ، وتم تحويله إلى مقر للعناصر، ولم تعرف الجهة التي تم نقل محتويات المستودع إليها.
ورصد مراسلنا أيضاً، إخلاء الميليشيات لمقرات تابعة لها في السيدة زينب وفي منطقة المربع الأمني، حيث عملت الميليشيات على إزالة الرايات والأعلام وأي مظهر يدل على أنها منطقة عسكرية، حتى لا يتم استهدافها بسبب حساسيتها وموقعها الاستراتيجي.
ومنذ يوم الأحد الماضي حتى يومنا هذا، تشهد مقرات ميليشيا حزب الله غياب أي تواجد للقادة البارزين فيها وخاصة في فترات الليل، حيث يتوجهون إلى أماكن مجهولة داخل دمشق، إذ يستمر بقاءهم فيها حتى ساعات الصباح الأولى خوفا من القصف الإسرائيلي.
وصباح اليوم الثلاثاء، تم رصد عشرات السيارات العسكرية التابعة للفرقة الرابعة وأخرى تابعة لحزب الله، تتجول في أنحاء دمشق بشكل مكثف وعلى شكل دوريات تزامنا مع سماع أصوات طيران استطلاع يحلق فوق المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق .
وعشية القصف الإسرائيلي على دمشق وريفها، وصلت تعزيزات كبيرة مشتركة لميليشيا “لواء الباقر” وحزب الله اللبناني، إلى سوريا (إلى ريف دمشق وريف حلب) قادمة من الأراضي اللبنانية.
ويشهد البيت الداخلي لميليشيا الحرس الثوري خلافات وحالات تخبط كبيرة، وذلك بسبب استمرار القصف الإسرائيلي المكثف والمتتالي، وسط عدم قدرتهم على التصرف أو معرفة ما الذي يجب فعله لتفادي القصف.
وشهدت الأيام القليلة الماضية غارات وضربات جوية إسرائيلية متتالية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب هذا التصعيد والذي يتركز على أهداف لوجستية وأمنية واستراتيجية داخل سوريا.
والأحد، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مقرات للميليشيات في ريف حمص، منها مطار الضبعة ومطار التيفور والشعيرات، إضافة إلى مواقع أخرى في ريفي حمص الشرقي والغربي تتمركز فيها الميليشيات.
وقبل أيام كذلك، طالت الغارات الإسرائيلية مستودعات الحرس والقصر الجمهوري في قاسيون، وفي المربع الأمني في كفرسوسة بدمشق وريفها.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قصفت إسرائيل مطار حلب الدولي بغارات جوية وأخرجته عن الخدمة، إضافة إلى القصف المتكرر على مطار النيرب العسكري، يضاف إليها الاستهداف والقصف المتكرر على دمشق وريفها وقبلها مناطق في الساحل السوري.