تشهد منطقة مخيم دير بلوط بريف عفرين شمالي سوريا أحداثاً أمنية متوترة، عقب مقتل مدني على يد مجموعة تابعة للفصائل المسلحة في الشمال.
وقال الناشط الإعلامي “فادي شباط” لمنصة SY24، إنه “منذ أيام جرت مشاجرة بين مدنيين من سكان مخيم دير بلوط بينهم شخص يدعى فالح الديراوي، ومدني غريب عن المخيم، ولحل الخلاف نهائيا تدخلت عدة وساطات بينهم مفتي مدينة جنديرس”.
ويوم أمس الإثنين، نصب 7 مسلحين محسوبين على الطرف الغريب كميناً للمدعو فالح الديراوي، وعندما رصدوه تم الاعتداء عليه بالضرب وأطلقوا عليه الرصاص الحي، ليفارق الحياة بعد ساعات.
وأشار إلى أن سكان مخيم دير بلوط قطعوا الطريق الرئيسِ الواصل بين مدينة جنديرس بريف حلب، وبلدة أطمة بريف ادلب، مطالبين بإلقاء القبض على الجناة ومحاسبتهم فوراً.
وأوضح، أن المغدور فالح الديراوي الملقب أبو زيد، من مواليد 1985، فلسطيني من مخيم اليرموك بدمشق، يعيش في مخيم دير بلوط بريف مدينة جنديرس منذ التهجير في آيار 2018.
من جانبهم طالب ناشطون فلسطينيون بمحاسبة القتلة وتوحيد الصفوف لملاحقة المجرمين، حسب مصدر في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية لمنصة SY24.
وحسب المصدر، طالب النشطاء الفلسطينيين “جميع الشرفاء في الجيش الحر والمعارضة السورية وجميع الناشطين الشرفاء بمحاسبة الذين ارتكبوا مثل هذا العمل التشبيحي الشنيع، وأن يكونوا صوتاً واحداً لمحاسبة كل من قام بهذا العمل التشبيحي بحق أحد أصدقائهم من المهاجرين الفلسطينيين من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري”.
وأعرب عدد من سكان مخيم دير بلوط، إضافة إلى عدد من الناشطين في المجال الإعلامي والإنساني، عن خشيتهم من أن تكون تلك الحادثة مبرراً لاندلاع اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة المحسوبة على المعارضة السورية، خاصة وأن أصابع الاتهام أشارت بأن المسلحين الذين ارتكبوا جريمة القتل يتبعون لفصيل معارض شمال سوريا قيل إنه فصيل “نور الدين الزنكي”.
وتعالت أصوات الأهالي من مخيم دير بلوط مستنكرة هذا الاعتداء وبشكل صارخ على أحد المدنيين وقتله، مشيرين إلى أن هذه الانتهاكات متواصلة منذ 5 سنوات على صعيد حملات الدهم والاعتقال وغيرها من التجاوزات بحق سكان المنطقة على يد فصائل مسلحة تتواجد في الشمال السوري، وافين مرتكبي تلك التجاوزات بـ “الشبيحة”.
وتوعد سكان المخيم مرتكبي تلك الجريمة بأنها لن تمر دون محاسبة، الأمر الذي ينبئ بتطورات متلاحقة قد لا تحمد عقباها، بحسب مصادر أهلية من المنطقة.
ومن بين المخاوف والتحذيرات، هو محاولة هيئة تحرير الشام، وحسب المصادر المحلية ذاتها، من استغلال الفرصة والتقدم باتجاه دير بلوط والسيطرة عليها وعلى ما حولها بحجة ضبط الأوضاع الأمنية هناك، وبالتالي اندلاع الاقتتال ما بينها وبين الفصائل العاملة في المنطقة والتابعة للمعارضة السورية، وفق مخاوف كثيرين.
وأنذرت المصادر المحلية من تكرار سيناريو جنديرس في دير بلوط بعد جريمة عيد النيروز، قبل أسابيع، بعد مقتل 4 أشخاص من عائلة واحدة على يد أشخاص قيل أنهم يتبعون لفصيل “أحرار الشرقية”، حيث سارعت هيئة تحرير الشام للدخول على خط الأحداث الميدانية، مستغلة حالة الاحتجاج الأهلية ضد الفصائل المسيطرة على المنطقة بعد حادثة القتل التي وقعت، بهدف إثبات حضورها وفرض سيطرتها، حسب المصادر الأهلية.
وتأكيداً لتلك المخاوف، تشير المصادر المحلية إلى أن سكان دير بلوط ربما يتوجهون لطلب الدعم من هيئة تحرير الشام لحمايتهم، الأمر الذي سيزيد من حدة التوتر في المنطقة في حال تحركت الهيئة باتجاه المنطقة.