“أحمد الهوّاس” لـ SY24: الديمقراطية التعددية تخفي مشروعاً تقسيمياً.. وأمريكا صاحبة القرار في سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram
الدكتور الإعلامي "أحمد الهوّاس"

أسامة آغي - SY24

الرؤى المختلفة حول المشروع الوطني الواحد هي رؤى تضجُّ بالحياة وتمنح مساحة رؤية فكرية، هذا المشروع الوطني ” الثورة السورية ” الذي تصدرت قوى إسلامية مختلفة الاجتهادات واجهات عمله لم تستطع البتة توحيد رؤيتها الشاملة حيال طبيعة هذا المشروع الوطني المطروح على جدول أعمال الثورة السورية، لقد تعدّدت الرؤى فتعدّدت المشاريع وهذا ما أضعف السياق العام للثورة السورية التي نشدت منذ مظاهرتها الأولى دولة ديمقراطية.

حول هذه الشجون الفكرية والسياسية وضع موقع سوريا 24 أسئلته أمام الإعلامي السوري “أحمد الهوّاس” والذي أجاب عليها مشكوراً.

الثورة قامت ضدّ الاستبداد:
سألنا الدكتور الإعلامي “أحمد الهوّاس” عن أنّ النظام الأسدي استخدم قوىً ذات منشأ راديكالي ضدّ الثورة السورية، كالنصرة وداعش وغياب تصدي القوى الإسلامية المعتدلة للمتطرفين فأجاب: حين نتحدث عن قوى إسلامية راديكالية أساءت للثورة السورية فإننا للأسف نصدّق رواية النظام الأسدي الذي دأب منذ اليوم الأولى على ترديدها حتى تصبح واقعاً نعيشه، الثورة بقيت نحو سنةٍ سلميةً والنظام اتخذ من وجود هذين التنظيمين شماعةً لاستعار القتل بالسوريين وتحويل وجهة الرأي العام عن جرائم النظام ومن معه وعن تسعةٍ وتسعين فصيلاً طائفياً عابراً للحدود يقاتلون معه، الثورة قامت ضد الاستبداد ولم تقم لتحارب التطرف الذي جاء نتيجة التطرف الذي مارسه نظام الإجرام خلال عقود، وأنه جلبه من خلف الحدود لكي يبرّر جرائمه.

نحن مع الديمقراطية وضدّ الثيوقراطية:
وقلنا للإعلامي الدكتور أحمد الهوّاس: إنّ جوهر الثورة السورية يتكثّف بدولة مدنية ديمقراطية تعددية فهل تتوافقون مع هذا الجوهر، فأجاب: الدولة المدنية مصطلح مصري حديث جاء رداً على الدولة العسكرية وليس على الدولة الدينية ، والأهم أنّ الإسلام دولة بشرية بمرجعية الشريعة، وهو أي الإسلام جاء هادماً للدولة الدينية الثيوقراطية فالحاكم بشر بطبيعته البشرية وليس إلهاً ولا نصف إلهٍ ولا ظلّ الله على الأرض.

ويتابع الدكتور: لقد ادعى كثير ممن ينتقدون المودودي أن الرجل أول من حرّم الديمقراطية وعدّها كفراُ، وهذا الادعاء من أكبر الأكاذيب، فدعاة هذا الرأي لم يدرسوا المودودي بين مرحلتين، مرحلة 1941 عندما كان المسلمون أقلية في الهند أيام احتلال بريطانيا لشبه القارة الهندية، ومرحلة 1949 أي بعد انفصال الباكستان المسلمة عن الهند.

في المرحلة الأولى قال المودودي: إن الديمقراطية ستؤدي إلى سيطرة الهندوس على البلاد والسلطة، ولكن بعد استقلال باكستان وانفصالها عن الهند دعا المودودي إلى ممارسة الديمقراطية وعدّها واجباً، لذلك نحن مع الدولة البشرية التي تكلم عنها كبار مفكري المسلمين في العصر الحالي، وليس مع الثيوقراطية أو مع الاستبداد، نحن مع الممارسة الديمقراطية، وللعلم أمريكا تحارب الديمقراطية في العالم العربي كما تحارب أي مشروع إسلاموي نهضوي ونحن نفهم الديمقراطية بأنها حكم أغلبية سياسية أمام أقلية سياسية، أما ما يتعلق بالديمقراطية التعددية فهي للأسف تخفي مشروعاً تقسيمياً على مستوى الانتماء والعرق والطائفة.

إيران هي الذراع الخشنة لأمريكا:
وسألنا الدكتور “أحمد الهوّاس” عن اتجاهات معادلة الصراع في سورية وعليها فأجاب: نشرت مقالاً في “ترك برس” والشرق في آن واحد، أوضحت فيه أن إيران هي الذراع الخشنة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وهي تحمل عبئاً عن إسرائيل في حروبها في المنطقة، ومما قلته : “إنّ الحديث عن صراع أمريكي إيراني أو اسرائيلي أثبتت الأحداث أنه وهم يسيطر على أذهان الكثيرين نتيجة عمليات التضليل الإعلامي التي جرت وما زالت عبر عقود، فثمة تحالف بين أمريكا وإيران واسرائيل، تحالف قد يبدو مصطلحياً كما أطلق عليه “تيرنا بارسي ” وهو أعمق من ذلك، هذا التحالف له عدّة أبعادٍ ومنها البعد العقدي والعدو المشترك لهذا فلا تعوّلوا على خلاف أمريكي إيراني أو صراع عسكري بينهما.

إن أيّ حديثٍ عن صراع محاور في سورية هو تسخيف للعقل أو تماه مع ما يسوّق إعلامياً عن صراعٍ روسيٍ أمريكي، الحقيقة أن أمريكا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم وهي صاحبة القرار والفعل الدولي بينما روسيا دولة كبرى جاءت برضىً امريكي وبتفاهمات ليس أولها منع انتصار الثورة السورية وليس آخرها حماية إسرائيل.

مقالات ذات صلة