بهيمنة ميليشيا “حزب الله” اللبناني على مناطق واسعة من سوريا، ولاسيما القلمون الغربي والبلدات الحدودية مع لبنان، جعله يغرق المنطقة بالمخدرات، ويحولها إلى بؤرة كبيرة لزراعة وصناعة الحبوب المخدرة، وبدأ بإنتاج كميات ضخمة منها وصدرها إلى الخارج، بما فيها دول الجوار الحدودية مع سوريا، كل ذلك تحت رعاية النظام السوري الذي أطلق يدهم في المنطقة.
وأكد مراسلنا في ريف دمشق، وصول شحنة مخدرات إلى ميليشيا حزب الله قادمة من مناطق بادية تدمر، إلى بلدة فليطة في القلمون الغربي، مقدمة من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني مساء الثلاثاء الماضي.
وقال المراسل إن الشحنة وصلت عن طريق سيارة عسكرية جاءت من مناطق البادية، إلى منزل أحد قياديي الحزب، ويدعى “أبو كاظم” اللبناني، ويقع عند أطراف بلدة فليطة قرب المسجد الغربي.
وأشار إلى أن المنزل الذي تم إفراغ شحنة المخدرات داخله، هو أحد المنازل المسيطر عليها حديثاً من قبل الحزب أواخر العام الماضي، حيث استولت على ثلاثة من منازل المدنيين، وحولتها إلى مقرات عسكرية، وتم تسليم أحدها إلى القيادي أبو كاظم.
وأضاف أن الشحنة تحوي كميات كبيرة من مادة الحشيش والحبوب المخدرة، ومواد أولية تستخدم في تصنيع المخدرات، حيث سيتم تقسيمها وتوزيعها على مناطق القلمون، فضلاً عن إرسال قسم منها إلى مناطق جنوب دمشق خلال الأيام القادمة.
ولتأمين وصول الشحنة إلى المنطقة المحددة، رافقتها عدة سيارات تابعة لميليشيا الحرس ، محملة بعناصر كمرافقة وحماية لها، من نقطة انطلاقها في البادية إلى حين وصولها منزل القيادي في القلمون، ثم عادوا إلى بادية تدمر.
وفي وقت سابق، كانت منصة SY24 قد رصدت في تقرير لها، قيام ميليشيا الحزب بإنشاء مصنع للمخدرات قرب بلدة “فليطة”، عند الشريط الحدودي، واستقدمت له عدداً من الطباخين الكيميائيين من الجنسية اللبنانية للإشراف على صنع الحبوب المخدرة، وذاك عبر أحد معابر التهريب الخاصة بها، والقريبة من المنطقة، كما استقدمت عدداً من الآلات والأجهزة التي تستخدم لطبخ المواد عبر سيارات عسكرية من ذات المعابر.
إذ أن “الحزب” نقل مركز ثقله إلى داخل الأراضي السورية، برعاية النظام السوري، لتكون صناعة وتجارة المخدرات العصب الرئيسي لاقتصاده، ومصدر تمويله الأساسي، وزيادة نفوذه في المنطقة.
في ذات السياق يذكر أن المصنع هو واحداً من عدة مصانع للحبوب المخدرة، التي أنشأها الحزب بدعم ورعاية النظام السوري، الذي أطلق يده في المناطق الحدودية ولاسيما بلدات القلمون، التي سيطر عليها الحزب منذ عام 2014، واستولى على قسم كبير من أراضيها، وحولها إلى مزارع للحشيش، وأنشأ معامل لصنع الحبوب المخدرة وإغراق المنطقة بها عن طريق تسهيل الترويج لها وتعاطيها، إذ أصبح سوريا المصدر الأكبر للمخدرات باقي دول العالم.
يقول الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” في حديث خاص لمنصة SY24: إن “ملكية شحنات المخدرات تعود إلى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، عبر الأشخاص المرسلين إليها، التابعين لهذه الميليشيا، أو المتعاونين معها، وبالتالي فإن مشروع المخدرات مستمر في المنطقة”.
وأضاف أن القلمون بات إحدى المحطات المحلية لوصول المخدرات وتوزيعها في دمشق، وهناك عدة محطات خارجية لهذه الشحنات وهو الأهم، وبالتالي يجب رفع أعلى درجات الحيطة من دول الجوار، والحذر من شاحنات الخضار والفواكه المرسلة من سوريا باتجاه دول الخليج العربي.
مطالباً من خلال منصتنا، أن تكون هناك عقوبات على الأشخاص الضالعين في تهريب المخدرات وإرسالها إلى سوريا، ثم إلى دول الجوار، ولا بد من تطبيق العقوبات وفق قانون الكبتاغون للحد من انتشارها.
وأكد أن إيران اليوم تعتبر سوريا حديقة خلفية لها، لممارسة هذا النشاط الممنوع واستثمار اقتصاد وريع المخدرات لتمويل عملياتها العدائية تجاه الشعوب العربية وهذا أخطر ما في الأمر.