التحالف الإسلامي رهن الإشارة الأمريكية

Facebook
WhatsApp
Telegram

إثر الضربة الثلاثية التي كُشف عنها المستور على لسان “ديفيد ساترفيلد”، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، أن هدف الضربة ليس تغيير اتجاه الأحداث أو التعجيل بتغيير النظام، وما سبقه به “لافروف” الروسي وبعد أقل من أسبوع على ضرب مواقع الأسد رداً على هجوم دوما الكيماوي، أشار الأخير في تصريحاته حول التنسيق الأمريكي الروسي قبل الهجوم وتحديد الأهداف التي لا يمكن ضربها، وبالتأكيد الروس حريصون على من يدعموه، لذلك كُشفت التمثيلية.

الضربة الأمريكية لم تكن الأولى من نوعها لكنها بشكل تحالف هذه المرة التحالف من ثلاثي أضيف إلى الولايات المتحدة كل من بريطانيا وفرنسا، حتى استفاد النظام من تاريخ 1956م فيما أطلق عليه عدواناً ثلاثياً على مصر، حيث كان الكيان الإسرائيلي فقط بديلاً عن الولايات المتحدة، بشراكة من المتحالفَين الفرنسي والبريطاني القديمين الحديثين، مما جعل النظام يبتهج بما أطلقوا عليه “انتصاراً” على العدوان.

حاول الجميع تأريخ هذه الضربة التي تحققت أهدافها كما رأى ترامب، فالرسائل السياسية مرت إلى أطراف متعددة فوق الأجواء السورية، مخترقة ما تبقى من سيادة مزعومة لبشار الأسد، إضافة إلى الخارقين الكثر.

تأريخ المرحلة سبقه تصريحات تويترية لرئيس الولايات المتحدة يريد فيها الانسحاب من الأراضي السورية، ويهيئ لقوات عربية تحلّ مكانها، لكن في الخامس عشر من أبريل نيسان الجاري خرجت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة “نيكي هيلي”، لتحديد أهداف بلادها الثلاثة المتعلقة بالكيماوي وتنظيم الدولة وإيران، وأنها لن تخرج قواتها دونها.

وما بين خروج الولايات المتحدة من عدمه والضربة الثلاثية المحدودة، خرجت السعودية للثانية “مرحبة”، وللأولى “عارضة” على لسان وزير الخارجية “عادل الجبير” عارضة إرسال قوات إلى سوريا لمحاربة “الإرهاب”.

تزامنت التخوفات التي طفت على السطح أيضاُ بعد تصريحات بن سلمان والجبير، خاصة مع مزاج دولي بات واضحاً يسير في الاتجاه الذي يقول ليس مصير الأسد هو المهم، وبالتالي بقاؤه أو عدمه ليس المشكلة.

ما فتح تساؤلات كبرى وكثيرة حول غاية التدخل السعودية فيما إذا كان في إطار التحالف الإسلامي العربي؟ أو في إطار التدخل المباشر للقوات السعودية؟ (بالرغم من الرفض المتكرر من قبل الطلب السعودي للولايات المتحدة) أو كما قالت صحيفة “الغارديان”، إن السعودية ستحارب إيران حتى آخر جندي سوداني!
لو دخلت القوات العربية لن تلق ترحيباً من الشارع السوري، خاصة مع معلومات تتسرب من أن المشاركين من الدول يساندون بشار الأسد عسكرياً أيضاً وليس فقط لوجستياً، ورغم ترحيب الكثير من السوريين بقوات التحالف التي كانت مرتقبة منذ ألفين وخمسة عشر، إلا أن التأخر الذي طال سنوات عديدة فقد يكون مرفوضاً من الجميع.

السوريون الذي جربوا تحالفات كانت في نتيجتها ضدهم غالباً، وباتت أراضيهم ساحات لاستقبال متكرر للقوات الأجنبية المعادية في أغلبها، وبناء عليه بات مشترطا على التحالف الإسلامي لدخوله أن يحارب الأحلاف المتعددة .. وهذا يستحيل! فإذا كان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اصطف مع الأوائل في مرتكبي المجازر بحق المدنيين في العديد من المدن السورية، وهذه القيادة يطلب منها الآن الدخول بقوات عربية! .. فحق للسوريين التخوف.

إذا كانت القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة، وكان الدخول بعد ذلك للقوات العربية الإسلامية، فأي إرهاب مقصود! هل هناك تخوف من شكل جديد من أشكال الإرهاب، أم أن المقصود هي الميليشيات الإيرانية؟ وهذه اللعبة التي باتت واضحة للجميع.

 

إذا كانت القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة، وكان الدخول بعد ذلك للقوات العربية الإسلامية، فأي إرهاب مقصود! هل هناك تخوف من شكل جديد من أشكال الإرهاب، أم أن المقصود هي الميليشيات الإيرانية؟ وهذه اللعبة التي باتت واضحة للجميع.

الشمال الشرقي من سوريا بحاجة إلى شرطة مرور تنظم سير القوات الأجنبية المتمركزة هناك، فإن كان توجه القوات العربية إلى تلك البقعة فما مصير الميليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة؟ وكيف سيتم التعامل معها؟ وهل ستتقاتل القوات الجديدة مع الميليشيات الإيرانية التي تعادي مصديريها؟ أم أن الهدف غامض! حرب سعودية إيرانية بقوات عربية! .. ربما!!!

إيران ودورها في سوريا ما قبل ألفين وثلاثة عشر، والمناطق بتفريغها تصير إلى صالحها، كسبحة فرطت وأصبحت في يدها، ومع هذه التصريحات تسيطر هي على القلمون الشرقي وجنوب ودمشق وتوسع من مراقدها بإشراف “فيلق القدس” بدعم مادي ولوجستي مفتوح.

إذن تأخر من أراد الدخول، في وقت بُدلت فيه التصريحات وحدتُها، وتغيرت المناطق وديموغرافيتها، وهجر سكانها، وتحققت الأهداف الملالية، فالمهمة لن تكون في صالح الشعب، إنما هي لتقاسم المستقبل، أما الحاضر فإبتزاز من الأمريكان مستمر، و(الطاسة ضايعة) كما أضاعوا الشعب السوري، فلا تزيدوا الطين بلّة.

مقالات ذات صلة