ضربت عاصفة غبارية شديدة القوة مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، متسببة بزيادة معاناة أصحاب الأمراض التنفسية بشكل خاص، وسط استمرار تفاقم معاناة قاطني المخيم خلال شهر رمضان.
وقال الناشط الإعلامي “مرعي محمود الشهاب” القاطن في المخيم لمنصة SY24، إنه “بسبب العاصفة الغبارية حدثت عدة إصابات وأكثر تلك الحالات عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الربو، والذين يزيد عددهم عن 25 حالة”.
ولفت “الشهاب” إلى أن النقاط الطبية تعاني من عدم توفر أجهزة التنفس، الأمر الذي سبب الكثير من المخاوف على حياة مرضى الربو.
وذكر أن العاصفة تسببت في شلّ حركة السوق الرئيسي في المخيم، إضافة إلى توقف حركة الشوارع.
وعن الوضع الإنساني في المخيم، أوضح “الشهاب” أن معاناة الأهالي ارتفعت في هذا الشهر المبارك، إذ يعاني المخيم من غلاء فاحش بالأسعار وسط عدم دخول أي من المساعدات الإغاثية والطبية.
وأفاد بأن مادة الطحين مقطوعة عن المخيم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بسبب الحصار المفروض على المخيم من قوات النظام السوري وميليشياته.
وبيّن أن القليل من مادة الخبز السياحي التي تدخل إلى المخيم ولكن بأسعار باهظة جداً، إذ يصل سعر الربطة الواحدة إلى 15 ألف ليرة سورية.
وأشار إلى أن أغلب الأهالي عاجزون عن دفع هذا المبلغ بسبب عدم توفر فرص العمل، إضافة إلى عدم وجود أي دخل شهري.
وأوضح أن عامل المياومة لا تتجاوز يوميته 15 ألف ليرة سورية إذا وجد فرصة عمل أصلاً، وهذا ما يزيد من معاناة أهالي مخيم الركبان.
وقال أيضاً تعبيراً عن تردي الأوضاع في المخيم: “تأتي العواصف لتزيد من عناء النازحين والمهجرين من بيوتهم ومدنهم قسراً”.
وفي السياق، ذكرت شبكة “حصار” التي تضم عدداً من ناشطي المخيم، أن المكان الوحيد الذي بدا نشيطاً وسط العاصفة الغبارية كان مستوصف الركبان الذي يستقبل، بحسب القابلة حسنة المطلق، أكثر من عشرين مريضاً، من الأطفال والمصابين بالربو، وسط قلّة في الأدوية والأجهزة اللازمة.
ولا يكاد يمرّ شهر دون عاصفة غبارية في المخيم، دون أي إجراءات متبعة للتخفيف من آثارها، سواء على صحة المرضى أو على البيوت المبنية من الطين، حسب الشبكة ذاتها.
يذكر أنه منذ أكثر من شهرين تفرض قوات النظام وميليشياتها المساندة وبضوء أخضر روسي، حصاراً خانقاً على قاطني مخيم الركبان، وسط عدم السماح للشاحنات المحملة خاصة بمادة الطحين من الوصول إلى المخيم، وفي حال تم السماح لها فإن حواجز النظام تتقاضى رشاوى ومبالغ كبيرة لقاء ذلك.
ومؤخراً، وقبل أيام، أطلقت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين مناشدة عاجلة للأمم المتحدة، طالبت فيها بالإسراع بمد يد العون للنازحين القاطنين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، في حين بدأت حواجز النظام تهدد المهربين من مغبة إدخال مادة الطحين للمخيم.