ماتزال انتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام في دمشق، اتجاه المدنيين مستمرة، وطالت يوم أمس طفلين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة، حيث قامت دورية تابعة لفرع الأمن السياسي باعتقالهم من ساحة “شمدين” في حي ركن الدين بدمشق.
وعن أسباب الاعتقال، قال مراسلنا: إن “الطفلين كانا يعملن في بيع وشراء الخبز كحال كثير من الأهالي لتأمين لقمة العيش، حيث يقومان بشراء ربطات الخبز من أفران المنطقة بسعر 200 ثم يبيعونها ب500 ليرة بالقرب من الفرن”.
وذكر مراسلنا أن دورية الأمن السياسي، اعتقلت الطفلين أثناء عملهم في ساحة المنطقة ببيع الخبز، وتم اقتيادهم إلى أحد الأفرع الأمنية في دمشق.
وأشار إلى أن الطفلين هما نازحين من مناطق ريف دمشق، إلى حي ركن الدين، ويعملان في بيع الخبز بعد وقوفهم لساعات طويلة في طوابير الانتظار للحصول على كمية معينة من الخبز، بهدف الحصول على مبلغ قليل من الربح لإعالة أسرهم في تأمين شيء من احتياجات المنزل، وسط تردي الوضع المعيشي لغالبية الأسر، والغلاء الفاحش وقلة فرص العمل.
حيث يبيع كل طفل 15 ربطة فقط يومياً، أي أن مربحه لا يتجاوز 4500 ليرة فقط أي مايعادل نصف دولار تقريباً وهو مبلغ متدني جداً لا يكفِ لشراء كيلين من البطاطا حسب ما أكده المراسل!!
إذ تشدد الأجهزة الأمنية في قوات النظام الخناق على المدنيين، وتضيق عليهم عيشتهم وتحاربهم في لقمة عيشهم، سواء بفرض الضرائب أو المخالفات أو منعهم من العمل، و اعتقالهم كما جرى مع الطفلين، دون الالتفات إلى تدني وضعهم المعيشي، والظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأهالي هناك.
وفي سياق متصل، قامت دوريات مشتركة بين فرعي الأمن السياسي، وأخرى تتبع لإدارة مكافحة الإرهاب، منذ أيام بمداهمة عدة أسواق في العاصمة، واعتقلت تسعة أشخاص اثنين منهم في الخمسين من عمرهم حسب ما أكده مراسلنا هناك.
وذكر حينها أن الدوريات وجهت تهم الإساءة للنظام، وانتقادهم الوضع المعيشي، وتطاولهم على المسؤولين وتحميلهم والنظام سبب الغلاء وانهيار الاقتصادي، وتدهور قيمة الليرة السورية، وذلك بعد نشر مخبرين في الأسواق العامة لمراقبة الناس وكتابة التقارير الأمنية بحقهم، ما تسبب بعدة اعتقالات في مناطق واسعة من العاصمة وضواحيها.
يذكر أن المواطنين في مناطق سيطرة النظام، يعيشون أوضاعاً اقتصادية ومعيشية وخدمية مزرية، جراء انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، والغلاء المعيشي الذي يخيم الذي طال لقمة العيش، وشد الخناق عليهم، وفي حال انتقد أحدهم هذا الوضع فمصيره الاعتقال.