حذّر خبراء مختصون في ملفات الجماعات الجهادية من أن خطر تنظيم داعش لن يزول بسهولة، واصفين بأن التنظيم هو “الأخطر عالمياً”.
وأشار الخبراء إلى خطر التنظيم على وجه الخصوص شرقي سوريا، نظرا لانتشاره في تلك المنطقة إضافة إلى البادية السورية وليس انتهاءً ببعض المناطق العراقية.
وأوضحوا أن هناك 3 أجيال خطرة لتنظيم داعش، الأول يسمى “جيل الآباء أو المؤسسين الأوائل”، وهم الذين وضعوا الأسس التي استند إليها فكر التنظيم، مشيرين إلى أن هذا الجيل هو الأخطر على الإطلاق، كونه رسم الطريق الذي تسير عليه العقيدة القتالية والخطط المستقبلية للتنظيم.
والجيل الثاني الذي وصفه بـ “الأكثر تشعبًا”، فينقسم بدوه إلى أقسام: الأول الذين عاصروا جيل الآباء من الخلايا النائمة في سوريا والعراق، والذين بدأ خطرهم يتصاعد بعد انسحاب قوات التحالف الدولي.
وفي ما يتعلق القسم الثاني من هذا الجيل، فهم الذين بايعوا التنظيم وفتحوا جبهات للقتال في إفريقيا مثل مالي والنيجر ونيجيريا والسنغال، بينما القسم الثالث، يتمثل في المحتجزين بمخيم الهول، والمعتقلين بالسجون السورية والعراقية.
وحول ذلك قال علي تمي، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي لمنصة SY24، إن “خطر هذا التنظيم لن يزول طالما هناك أناس محرومون من أبسط حقوقهم، يعيشون في مناطق نائية مهمشة من قبل الحكومة، وبالتالي انخراط الناس في التنظيمات الإرهابية بجميع مسمياتها هي ردة فعل على وضعهم المزري”.
وأعرب عن اعتقاده بأن القضاء على هذا التنظيم يجب أن يتم من المدارس وتوفير فرص العمل ودعم المناطق النائية في سوريا، والدفع نحو الحلول السياسية من خلال تنفيذ القرار الدولي 2254.
وأشار إلى أنه إذا توفرت كل هذه الشروط سينتهي تنظيم داعش وتنظيمات أخرى، أي الذين يستغلون أوضاع الناس السيئة ليتم إجبارهم على الانضمام مقابل رواتب مالية.
ورأى أن كل حديث عن استهداف شخص إرهابي هناك وهناك هو مضيعة للوقت، ودفع الناس للتجمع حول هذه التنظيمات، وبالعكس تماما القيام بأعمال عسكرية ضدهم يساهم في توسيع قاعدتهم الشعبية ويتم استغلال هذه المعاناة من قبل القوى الدولية لتمرير أجنداتهم في المنطقة، حسب تعبيره.
وتابع الخبراء، أن الجيش الثالث لتنظيم داعش، يتمثل في الذين ينتشرون في العالم، بعد تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مبيّنين أن خطورة هذا الجيل تتمثل في انتمائه للتنظيم، من خلال الدعوة الفردية أو الدعوة الذاتية، وهم جيل غير معلوم لأي من أجهزة الأمن في دولهم، ويصعب التعرف إليهم، وينتشرون في أوساط المواطنين العاديين في دولهم.
ونبّهوا إلى أن معظم هذا الجيل يعمل لحساب دوائر الاستخبارات الداعشية، أو في مرحلة الإعداد والتخطيط للعمليات النوعية، كما أنهم مصدر غزير للمعلومات، حسب وصفهم.
من جهته، قال الصحفي نورس العرفي لمنصة SY24، إن “التنظيم وجد لفترة زمنية كان يجب أن يكون بها، السبب الأول محاربة وإجهاض الثورة السورية وكان الخنجر الذي قتل الثورة السورية، والسبب الثاني (عش الدبابير)، أي أن هذا التنظيم وجد على أنه خلافة وأنه التنظيم الأول الذي يخرج بهذا الاسم ليكون جاذبا لجميع الشباب الذين يحملون الفكر الإسلامي ويريدون عودة دولة الخلافة ويأتون إلى هنا ويتم قتلهم بطريق عش الدبابير”.
واعتبر أن التنظيم هو الأكثر ترهيباً، وذلك لأن ما قام به من قتل لم يكن مخفياً بل كان قتلاً بالتصوير بأحدث الكاميرات والإخراج الهوليودي، لبث صورة للغرب والعالم بأن هذا الإسلام هو دين القتل والعنف وعدم الرحمة، أي أرادوا تشويه الإسلام والثورة السورية وقد حصلوا على ذلك.
وقبل أيام، أنذرت تقارير غربية من أنه إذا غادر الجيش الأمريكي من شرق سوريا، فسوف يتمكن تنظيم داعش وبسرعة من إعادة تشكيل صفوفه في غضون عام واحد فقط.
وأشارت التقارير إلى داعش يواصل التمرد بشكل منخفض المستوى على الرغم من خسارة آخر أراضيه شرقي سوريا عام 2019.
وأكدت واشنطن أن مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين في السجون شرقي سوريا، يشكلون تهديدا للأمن الإقليمي والدولي.
وبحسب التحالف الدولي، فإن من أهم أولوياته في سوريا هو القضاء على تنظيم داعش، وإحلال السلام والأمن في المناطق التي يخرج منها.
الجدير ذكره أن باحثين في مجال الجماعات الإسلامية، أكدوا منتصف حزيران/يونيو 2020، أنه وبعد عام على إعلان هزيمة تنظيم “داعش” إلا أن نشاطه ما يزال متزايد على الحدود السورية العراقية، ولكن ليس لدرجة الاحتلال العسكري للمدن والقرى.