تتعالى الأصوات من منطقة الشمال السوري محذرة من خطر اكتشاف خلايا أو عناصر لتنظيم داعش مختبأة في المنطقة، الأمر الذي يزيد من خطر تعرضها للاستهداف والقصف إضافة للمخاطر الأمنية الأخرى.
ومنذ العام الماضي 2022، تكررت عمليات الإنزال الجوي التي ينفذها التحالف الدولي ضد داعش شمالي سوريا.
وفي حزيران/يونيو 2022، أعلن التحالف الدولي تنفيذه عملية إنزال جوي في الشمال السوري، لافتاً إلى أن العملية أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في التنظيم.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، حسب ما ترجمت منصة SY24، أن “المسؤولين الأمريكيين تعرفوا على المشتبه به على أنه يدعى (هاني أحمد الكردي)، الذي قالوا إنه كان يُعرف أيضًا باسم (والي الرقة)”، مبينة أن العملية تمت في منطقة جرابلس بريف حلب.
ومطلع العام 2022، نفذت قوات التحالف الدولي إنزالاً جوياً على أحد المنازل في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي.
وحول ذلك قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر ابن محافظة إدلب لمنصة SY24، إن “تواجد الخلايا النائمة التابعة للتنظيم إضافة إلى قياديين بارزين في صفوفه يعرض المنطقة إلى خطر الاستهداف، إذ سيتم اعتبارها وتصنيفها من قبل الأطراف الدولية على أنها ملاذ لعناصر داعش وبيئة حاضنة لهم”.
ورأى، أن وجود مثل هذه العناصر يؤدي إلى حصول مشاكل من الناحية الأمنية على المستوى المحلي، رغم أن الفصائل المحلية تحاول ضبط المنطقة ومنع انتشار مثل هكذا عناصر.
ولفت العمر إلى المخاوف من إعادة تشكيل هذه المجموعات لنفسها، ما يزيد من الخطر على المنطقة من الناحية الأمنية في عموم الشمال السوري.
وأكد العمر أن البيئة الشعبية الحاضنة في الشمال السوري رافضة للتطرف ورافضة لهكذا تنظيم، مبينا أن “التنظيم كان عبارة عن خنجر مسموم في ظهر الثورة السورية”.
والإثنين، نفذت قوات التحالف الدولي، عملية إنزال جوي في قرية السويدة بريف مدينة جرابلس شرقي حلب.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكولونيل جو بوسينو، في تصريحات صحفية، إن “طائرة أميركية استهدفت قيادياً بارزاً ومخططاً لـ داعش في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
وأضاف “نعتقد أن الغارة قتلت قائداً بارزاً في داعش بسوريا كما أنه مخطط لعمليات التنظيم ومسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا”، ولم يُكشف عن هوية القائد المستهدف بالغارة”.
ومؤخراً، تمكن التحالف الدولي من القضاء على زعيم التنظيم السابق “أبو إبراهيم القرشي”، والمتحدث السابق باسم التنظيم “أبو الحسن المهاجر”، واللذان قُتلا في عملية إنزالٍ جوي نفذتها القوات الأمريكية في قرية أطمة السورية على الحدود مع تركيا.
وقُتل القرشي في بلدة أطمة في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، خلال عملية معقدة نفذتها وحدة كوماندوس أميركية من طائرات مروحية.
وسبق للقوات الأميركية أن قتلت الزعيم السابق للتنظيم أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 في إدلب أيضا على بُعد نحو 15 كيلومتراً من مكان مقتل القرشي.
بدوره قال الناشط الإنساني أبو محمود الشمالي لمنصة SY24، إن تواجد خلايا داعش واختبائها في الشمال السوري سيؤدي إلى تحميل المنطقة كارثة لا تحمد عقباها، وبالتالي المطلوب من الفصائل العسكرية والقوات الأمنية التابعة للمعارضة السورية التدقيق بشكل كبير على أي شخص مشتبه به إضافة إلى أنه لا بدّ من توعية الأهالي لخطورة هذا الأمر وعد تحويل المنطقة إلى بيئة حاضنة لعناصر داعش الفارين من مناطق سيطرة قسد، حسب تعبيره.
وتعتبر حالة عدم الاستقرار الأمني من أبرز ما يثير قلق ومخاوف سكان الشمال السوري، بالتزامن مع ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة يعاني منها غالبية السكان وسط ظروف النزوح والتهجير إضافة إلى كارثة الزلزال الأخيرة.