مع اقتراب العيد، تنشط حملات تأمين كسوة العيد للأطفال الأيتام والفقراء، وعدد من ساكني المخيمات، عن طريق الفرق التطوعية المحلية، والمبادرات الفردية، وعدد من المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، حيث يستهدفون العائلات اللواتي عجزت عن تأمين ملابس جديدة لأطفالهم، وسط ظروفهم المعيشية والاقتصادية الصعبة.
يقول “أحمد الضاهر” المدير الإداري لجمعية غراس الخير الإنسانية، في حديثه مع مراسلتنا: إن “حملة كسوة العيد كانت من أهم المشاريع التي قامت بها الجمعية خلال شهر رمضان، إضافة إلى عدة مشاريع أخرى، ومازالت مستمرة إلى الآن، واستهدفت الأطفال في مخيمات ريف إدلب، و جنديرس، وأعزاز، وغيرها من المناطق”.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الحملات هو “إضفاء البسمة على وجوه الأطفال وذويهم، ولنشعرهم بفرحة العيد، خاصة أن قسماً كبيراً منهم أيتام، ومن متضرري الزلزال، ومن عائلات فقيرة عاجزة عن شراء الملابس لأطفالها”.
وذكر”الضاهر” أن حملة كسوة العيد شملت شقين، الأول هو شراء ملابس للأطفال الأيتام بقيمة 25 دولار للطفل الواحد، وبلغ عدد الأطفال المستفيدين منها 206 طفل، أما الشق الثاني، فتم تجهيز ملابس بشكل عام ضمن حصص تحوي سبع قطع لكل عائلة، وزعت في المخيمات على 1382 عائلة ومازال التوزيع مستمر إلى نهاية شهر رمضان.
“أميرة عباس” أم لأربعة أطفال أيتام، مقيمة في تجمع مخيمات كفر لوسين شمال إدلب، كانت إحدى المستفيدات من حملة لباس العيد التي قامت بها إحدى الفرق التطوعية المحلية، تقول في حديث خاص لمراسلتنا: إن “فرحتها اكتملت برؤية أطفالها الأيتام يرتدون الملابس الجديدة قبيل العيد، بعدما شعرت بعجز كبير في تأمين ثمن الملابس لأربعة أولاد، في ظل الغلاء الفاحش الذي طال سوق الألبسة”.
جالت عدسة SY24 قبل يومين في عدد من أسواق مدينة إدلب وريفها، واطلعت على أسعار الملابس عن قرب، حيث تتجاوز تكلفة الطفل الواحد 25 دولار بشكل وسطي، ما جعل عائلات كثر تستغني عن الشراء هذا الموسم، وتحرم أطفالها فرحة الملابس الجديدة.
عائلة “أم يمان” مستفيدة أخرى من تلك الحملات، وهي إحدى العائلات المتضررة من زلزل السادس من شباط الماضي، تقول: إن “أطفالها ذهبوا مع عدد كبير من الأطفال إلى المولات التجارية برعاية إحدى الفرق التطوعية، لشراء ملابس العيد لهم، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم مجدداً بعدما عانوا من خوف وحزن في الشهرين الماضيين، وتشير أن هذه المبادرات المجتمعية المحلية تساهم بشكل كبير في تعزيز مبادئ التكافل الاجتماعي، وتعلم الأطفال معنى حب العطاء، وأهمية إدخال السرور على المنكوبين في ظل الظروف الراهنة”.
الطفلة “دارين” عشرة أعوام تخبرنا والفرحة تغطي ملامح وجهها، أنها حصلت على فستان أحمر اللون يشبه ملابس الدمية الجميلة، وحذاء أسود مناسب له، وحصل أخيها “علي” على طقم جينز وبوط، وهم ينتظرون العيد بفارغ الصبر لارتداء الملابس كباقي أطفال المخيم التي تقيم فيه شرقي سرمدا.
وخلال شهر رمضان تم تنفيذ عدة مبادرات خيرية استهدفت تأمين وجبة صائم للأهالي، في مناطق عدة شمال سوريا، وساهمت تلك المبادرات في مساعدة الأهالي ولاسيما ذات الدخل المحدود والفقراء.
بالوقت الذي تشهد المنطقة ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وانخفاض في قيمة الليرة التركية، ما جعل كثيراً من الأهالي يستغنون عن شراء ملابس العيد لأطفالهم والبحث فقط عن تأمين لقمة العيش، وحسب تقرير للأمم المتحدة فإن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصل لأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد.