تؤكد الكثير من لتقارير الغربية أن إيران لم يعد أمامها الآن سوى ما تسمى “القوة الناعمة” لمد وبسط نفوذها بشكل كبير في سوريا، في حين يؤكد مراقبون أن هذه القوة جزء رئيسي من تحركاتها في سوريا وخاصة بعد الاتفاق السعودي معها.
وتعتبر إيران أن تقليص عزلة رأس النظام السوري بشار الأسد عربياً من مصلحتها في المقام الأول، ومن أجل ذلك تحاول اتباع خطط أخرى لتعزيز وجودها في سوريا ومن بين تلك الخطط تجديد العمل بمبدأ “القوة الناعمة”.
وحول ذلك قال المحلل السياسي أحمد حسان لمنصة SY24، إن “القوة الناعمة لإيران باتت جزءً مهم من تحركها في سوريا وخاصة بعد الاتفاق مع السعودية، حيث تعمل حاليا على المحافظة على مكاسبها العسكرية في سوريا”.
وأضاف أن القوة الناعمة تشمل المشاركة في تأسيس لوبيات منوعة ومنها العشائري، من خلال اختراق المكون العشائري، ومنها الديني، حيث لا يقتصر دورها على نشر التشيع بل اختراق المراكز السنية والدراسة والمسيحية، بحجة دعم الشعب السوري.
كما يتم أيضا استخدام القوة الناعمة من بوابة الاقتصاد، وكل هذه التحركات استخدمتها إيران في لبنان والعراق ونجحت فيها وتعمل على استخدامها في سوريا، حسب تعبيره.
ويرى مراقبون غربيون أن النجاحات التجارية والاقتصادية مهمة لإيران أولاً ، لاستعادة ما يقدر بستة مليارات دولار يقول المسؤولون الإيرانيون إن سوريا مدينة لهم بها، ولكن أيضًا لأنها مهمة لنفوذ القوة الناعمة التي تحتاجها إيران لتطوير نفوذ طويل الأمد وعلاقات اقتصادية في الداخل السوري.
كما يؤكد المراقبون الغربيون أن هدف إيران هو أن تجعل نفسها أكبر شريك تجاري لسوريا، مشيرين إلى كيف أنشأت إيران بنجاح فروعًا لجامعة آزاد الإسلامية في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، ولديها الآن خطة لفتح فروع في العديد من المدن السورية.
من جهته، قال “طاهر أبو نضال الأحوازي”، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لمنصة SY24، إنه “علينا الاعتراف أن النظام الإيراني دولة محتله للأراضي السورية مثلها مثل باقي الدول والأراضي العربية المحتلة، والمختل معروف بنواياه في استغلال الشعوب والسيطرة الكاملة على مقدراتها”.
وتابع، نحن نشاهد اليوم كيف النظام الإيراني يفرض قراره السياسي على سوريا والعراق ولبنان و واليمن، ناهيكم عن سياسة التغيير الديمغرافي والاستيطان، وأيضاً التمييع الثقافي وبكل مناحي الحياة الأخرى ومنها الدينية والطائفية، فهناك فتح الحسينيات والمدارس، وبالمقابل كل ذلك سيؤدي إلى تهدم وتعطيل ما هو مرتبط بالوطن والمواطن صاحب الأرض.
وأوضح، أن النظام الإيراني في النهاية يستخدم كل القوة الناعمة من أجل إقناع المجتمعات بقبول الأمر الواقع وكل من يعارضه يستخدم ضده سياسة الرصاص أو القوة، حسب قوله.
من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية، عزز النظام الإيراني تحالفه من القوات والميليشيات، التي غزا بعضها سوريا من العراق وباكستان وأفغانستان ولبنان، وأصبح العديد من هذه الميليشيات بالفعل حجر الأساس للبنية التحتية الاجتماعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في سوريا، من خلال وجود قواعد عسكرية وأفراد في سوريا، وأصبحت تكلفة تصنيع وتصدير الأسلحة إلى وكلائها القريبين، مثل ميليشيا حزب الله في لبنان، أقل تكلفة.
ورغم كل ذلك، يشعر بعض الإيرانيين بالقلق من أن جهود الاستفادة من الموارد السورية وعقود إعادة الإعمار المستقبلية يمكن أن تعرقلها روسيا التي توصف بأنها أكبر داعم دولي للنظام السوري، حسب التقارير الغربية.
ووسط كل ذلك أيضاً، يُنذر مراقبون بأنه على الدول الأخرى الانتباه إلى كيفية استغلال النظام الإيراني لعدم الاستقرار في سوريا، وتحويل الأمة العربية إلى ساحة معركة دائمة بالوكالة.