أطلقت مجموعة من الميليشيات المسلحة المتواجدة في مناطق سيطرة النظام بدير الزور، خلال شهر رمضان، عدة حملات إعلامية لتغطية عمليات توزيع بعض المساعدات الغذائية ووجبات إفطار على بعض العائلات المحتاجة إن كان في المدينة أو الريف المحيط بها، عبر المنظمات “الإغاثية” التي تمتلكها كلٌ من هذه الميليشيات الإيرانية أو الروسية أو المحلية.
الحملات “الإغاثية” كان الهدف منها، وبحسب مراسل منصة SY24 في ديرالزور، تحسين صورة هذه الميليشيات لدى المدنيين بعد الجرائم والتجاوزات التي ترتكبها بشكل يومي ضدهم، بالإضافة إلى سعيها الدائم التقرب من الأهالي لدفعهم إرسال أبنائهم للانضمام لها وتقوية نفوذ كل منها في المنطقة من أجل زيادة الأرباح المادية التي يحققها قادة هذه الميليشيات.
حيث أطلقت الميليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور عدة حملات “إفطار صائم” في المدينة وفي البلدات التي تسيطر عليها بريف ديرالزور الشرقي والشمالي، تمثلت في توزيع سلال غذائية ومساعدات عينية على عائلات مقاتليها المحليين، وأيضاً على بعض العائلات التي تعهدت سابقاً بإرسال أطفالها إلى الدروس الدينية التي يتم إعطاؤها في المراكز الثقافية الإيرانية.
فيما عمدت الميليشيات الروسية على توزيع مساعدات غذائية وبعض المساعدات الطبية على السكان في قرى الريف الشمالي وبشكل محدود، وذلك لضعف التمويل الذي تحصل عليه هذه الميليشيات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً لقيام قادتها بسرقة المساعدات التي من المفترض إرسالها للمدنيين كـ”بادرة حسن نية من القوات الروسية”.
في الوقت الذي ما تزال فيه ما يسمى بـ “مؤسسة الشهيد” التابعة لميليشيا الدفاع الوطني تقوم بتوزيع مساعدات غذائية على العديد من العائلات في مدينة ديرالزور وفي بعض قرى الريف الغربي، وذلك لتحسين صورة الميليشيا وقائدها فراس العراقية لدى الأهالي، ومحاولة إقناعهم بإرسال أبنائهم المتخلفين عن الخدمة الإجبارية للانضمام لصفوف الميليشيا مقابل أدائهم هذه الخدمة في بلداتهم.
وقالت مصادر خاصة، إن “جميع المساعدات الإغاثية التي تم توزيعها على الأهالي من قبل المليشيات الإيرانية والروسية والمحلية تم سرقتها من مخازن ومستودعات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في المدينة، والتي وصلت إلى البلاد من بعض الدول العربية والغربية كـ “مساعدات إنسانية” للمتضررين من الزلزال الذي ضرب بعض المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام.
عملية سرقة المساعدات من قبل الميليشيات المسلحة أثرت بشكل كبير على العديد من العائلات التي تعتمد بشكل مباشر عليها في توفير جزء من مستلزماتها الأساسية، وخاصة في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، الأمر الذي اضطر العديد منهم إلى شراء هذه المساعدات من السوق السوداء بنصف السعر الذي تباع فيه داخل المحال التجارية.
“أم أحمد”، من سكان حي الجورة، أشارت إلى حصول جارتها، التي ينتمي ابنها لميليشيا الدفاع الوطني على “ثلاث حصص غذائية منذ بداية شهر رمضان، بالإضافة إلى حصول عائلته على 3 ربطات من الخبز بشكل يومي، في الوقت الذي لم تحصل فيه بقية العائلات في الحي على أي مساعدة من قبل الهلال الأحمر بحجة عدم وجود حصص كافية لهم”، على حد وصفها.
وقالت في حديثها مع مراسل SY24: إن “عائلات منتسبي الميليشيات المسلحة في المدينة يحصلون على مايشاؤون من المساعدات والحصص الغذائية، في الوقت الذي تنتظر فيه بقية العائلات لعدة أشهر قبل حصولها على حصة واحدة يتم اقتطاع منها بعض المواد مثل الزيت والسكر وسرقتها من قبل موظفي الهلال الأحمر، وذلك كنوع من العقوبة لهم لعدم قيامهم بزج أبنائهم في صفوف المليشيات المسلحة”.
فيما لا تزال معظم العائلات في مدينة ديرالزور تعاني ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة في ظل استمرار الميليشيات الإيرانية والمحلية ومن خلفها قوات النظام، بالسيطرة على المنطقة وحرمان الأهالي من جميع حقوقهم ومحاصرتهم في لقمة عيشهم، مع استمرارها بفرض إتاوات مالية ضخمة على البضائع التي تدخل المنطقة ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل فاق قدرة ذوي الدخل المحدود على تحمله.