أقرّت ماكينات النظام الإعلامية بمشكلة تواجه الكثير من السوريين المقيمين في الإمارات، سببها سفارة النظام السوري.
وفي التفاصيل، اشتكى عدد من السوريين المقيمين في الإمارات من تأخر صدور جوازات سفرهم الجديدة من سفارة النظام.
ووفقاً لما تم تداوله، فلم يحصل المتقدمون منذ شباط/فبراير الماضي على جوازاتهم حتى الآن، وسط الأخبار التي تفيد بأن استصدار الجواز يحتاج انتظاراً لمدة 4 أشهر تقريباً بحسب تجارب بعض من حصلوا عليه في وقت سابق.
ومن المتوقع أن يتسبب هذا التأخير في تكبيد السوريين غرامات كبيرة تصل إلى 50 درهم عن كل يوم مخالفة أي ما يعادل 14 دولار تقريباً، وقد يصل الأمر إلى الترحيل في حال عجز المقيم عن دفع قيمة المخالفة التي تتراكم يوماً بعد آخر
.
وفي الوقت الذي تبلغ فيه صلاحية جواز السفر للشاب السوري المكلّف بخدمة العلم الإلزامية والاحتياطية منها مدةَ عامين فقط، علماً أنه لا يمكن الحصول على إقامة أو تأشيرة دخول لمن يحمل جوازاً تقل صلاحيته عن 6 أشهر ، ما يعني أن الصلاحية الفعلية للجواز باتت سنة ونصف فقط.
وفي 4 نيسان/أبريل الجاري، ادّعت سفارة النظام في الإمارات في بيان لها، أنها مستمرة باستلام طلبات جوازات السفر بنظام الدور العادي فقط، مشيرة إلى أن تلبية الطلب ستكون بحسب أسبقية الدور وحسب توفر المواد التي قد تتأخر لأشهر وفق البيان.
ووعدت السفارة السورية بأن تنتهي قريباً دون تحديد موعد واضح، من إنجاز طلبات جوازات السفر للمتقدمين بطلبات خلال كانون الثاني/يناير 2023، بحيث يمكن استلام الجوازات المنجزة حتى تاريخ 11 كانون الثاني/يناير 2023. على أن تستكمل طباعة جوازات الشهر الأول بحسب توفر المواد.
وسيجبر هذا التأخير السوريين في الإمارات على توكيل أحد أقاربهم داخل سوريا لاستخراج جواز السفر من مناطق النظام بسعر 800 دولار، في حين لم تذكر سفارة النظام أي توضيحات حول سبب تأخر وصول المواد اللازمة لطباعة الجوازات.
ودفع هذا الإهمال بمسألة جواز السفر بكثير من الموالين للنظام للتأكيد بأن هذه المشكلة متعمدة، مشيرين إلى أنه بإمكان السفارة إضافة “التجديد” على صفحات جوازات السفر المنتهية دون الحاجة لوضع أي عراقيل.
ووصف البعض الآخر هذا الأمر بـ “المستفز”، معتبرين أنه في أي دولة في العالم يتم استخراج جواز السفر عبر الهاتف إلا “في سوريا الحضارة”.
وأضافوا تعبيراً عن سخطهم بأنه ليس هناك أي إحساس بوضع الناس المقهورة، وكل ما يهمهم هو تحصيل رسوم جواز السفر الفوري دون أي مبالاة بتلك المعاناة، مشيرين إلى أنه لا يوجد أي أسباب تمنعهم من تجديد جوازات السفر إلا تحقيق الابتزاز والتشليح، وفق وصفهم.
وحول ذلك قال الحقوقي علي رجب لمنصة SY24، إن “النظام لم يعد يفرق بين المؤيدين له وبين المعارضين، وما يهمه هو تعبئة خزينته المنهارة بالأموال، وبالتالي بوابة جوازات السفر مورد مالي مهم للنظام الذي لم يكتفي من الاستحكام بالقاطنين في مناطق سيطرته وحاجتهم لجواز السفر للفرار من الأزمات، بل بات يريد الاستحكام واستغلال حاجة مؤيديه في دول الاغتراب”.
ومطلع العام الجاري، تذيل جواز السفر السوري أسفل قائمة تصنيفات جوازات السفر العالمية (الأسوأ)، إلى جانب جوزا السفر الأفغاني والعراقي، وذلك في تصنيفات مؤشر “هينلي” لجوازات السفر للعام 2023.
ومؤخراُ، حددت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري رسوم جواز السفر المستعجل بتكلفة تقدر بـ مليون وخمسة آلاف ليرة سورية، مدّعية أن “هذه الخدمة تقدم بغض النظر عن حجز دور على المنصة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر ويسلم الجواز لصاحب العلاقة باليوم نفسه”.