أكدت مصادر معارضة إيرانية تعليق السلطات الإيرانية ما تسمى “الزيارات الدينية” إلى سوريا، وذلك لعدم توفر الرحلات الجوية النظامية والمخاوف من العقوبات الأمريكية والأوروبية.
وجاء التعليق بقرار من رئاسة شؤون الحج والزيارة في إيران، والتي ادّعت أن تعليق الزيارات إلى سوريا بسبب عدم توفر الرحلات الجوية.
وأقرّ رئيس لجنة الحج والزيارات الإيرانية، المدعو “صادق حسيني”، بعدم استعداد أي من شركات الطيران المحلية لنقل الزائرين إلى سوريا، بسبب مخاوف بشأن العقوبات وتعليق الرحلات إلى أوروبا، وأنهم عرضوا نقل المسافرين إلى بيروت، ومن هناك إلى سوريا براً.
وحسب المصادر المعارضة الإيرانية، فإن طهران عقدت اتفاقيات مع النظام السوري، لإرسال 100 ألف زائر إيراني إلى سوريا كل عام، لافتة إلى عدم مشاركة شركات الطيران الإيرانية في هذه الرحلات بسبب العقوبات.
وحول ذلك قال الباحث السياسي رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “تعليق الطيران الإيراني الخاص بزيارة الأماكن المقدسة في سوريا يعود إلى عدة أسباب، أولها أن شركات الطيران لا ترغب بالسفر إلى سوريا خوفا من العقوبات الأمريكية، خاصة وأن هذه الشركات لها رحلات إلى دول أوروبية”.
وأشار إلى أن السبب الثاني هو أن هناك مضاربة بين الشركات الإيرانية النظامية والرحلات غير الرسمية، حيث تقوم السلطات الإيرانية برحلات غير نظامية من خلال تهريب الميليشيات والأسلحة وغير ذلك، ومن هنا أعلنت وزارة الحج الإيرانية هذا الأمر، حسب تعبيره.
وأقرّت رئاسة شؤون الحج بأنه نظرًا لعدم وجود رحلات جوية إلى سوريا في الوقت الحالي، فلا يمكن لإيران القيام بشيء في هذا الصدد، زاعمة أنها تتابع من أجل توفير إمكانية زيارة الزائرين الإيرانيين للمراقد المقدسة في سوريا.
ومنذ بداية شهر رمضان، قدّم ما يقرب من 20 ألف شخص طلباً للسفر إلى دمشق، وتم قبول معظم المتقدمين على أن يتم إرسال باقي المتقدمين حتى نهاية شهر رمضان المبارك.
وحذّرت السلطات الإيرانية المتقدمين بالسفر إلى الأضرحة والمراقد في سوريا، بالامتناع عن السفر بالقوافل غير المصرح بها التي لا تخضع لإشراف “هيئة الحج والعمرة” ولا يوجد إشراف على أدائها.
وفي رمضان الماضي، شهدت دمشق استنفاراً كبيراً للميليشيات الإيرانية، عقب وصول عشرات الوفود الإيرانية لزيارة بعض المقامات والأماكن الدينية بذريعة الحج حسب ما رصدته منصة SY24.
ونقل مراسلنا في العاصمة أن “الحجاج قاموا بزيارة عدة أماكن دينية في دمشق، منها المسجد الأموي الكبير، ومقام السيدة رقيّة في حي العمارة، وقسم منهم توجه لمدينة السيدة زينب جنوب العاصمة”.
يذكر أنه مطلع العام 2022، تم توقيع مذكرة تفاهم بين ما يسمى منظمة “الحج والزيارة” مع حكومة الأسد، تقضي بإرسال 100 ألف حاج إيراني إلى سورية سنوياً على أن تتولى حكومة النظام مسؤولية أمنهم وصحتهم.