شكل ارتفاع معدل حوادث السير في أيام العيد، بمناطق متفرقة من الشمال السوري خطراً يهدد المدنيين، وسط غياب قوانين السير، وإشارات المرور، والازدحام السكاني الكثيف، ووجود عدد كبير من المركبات والسيارات العامة والخاصة والدراجات النارية، فضلاً على وعورة بعض الطرقات العامة، كل ذلك ساهم بشكل مباشر في ارتفاع حوادث السير في الأيام القليلة الماضية.
وفي آخر المستجدات التي رصدتها المنصة، سجل صباح اليوم الاثنين إصابة 17 مدنياً من عائلتين، بينهم 13 طفل وامرأتان في حادثي سير منفصلين عقب خروج سيارتين عن مسارهما على طريق (إدلب – سرمدا) بالقرب من بلدة حزانو، تمت الاستجابة لهم، وإسعاف المصابين إلى المشفى.
ويوم أمس الأحد، أصيب ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة، جراء تصادم سيارتين على طريق (عفرين – أعزاز) شمالي حلب، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري للحادث، وأسعفت المصابين وقدمت المساعدة، حسب ما أكده “حميد قطيني” متطوع في الدفاع المدني لمراسلتنا.
وقال في حديثه مع منصة SY24، إن “الفرق استجابت خلال أيام العيد الثلاثة لأربع حوادث سير، أسفرت عن إصابة 12 شخص بينهم 9 أطفال، بينما العدد الكامل لجميع حوادث السير في معظم مناطق الشمال السوري هو أكبر من ذلك بكثير”.
وأكد “قطيني” من خلال منصتنا على ضرورة تخفيف السرعة على الطرقات وعند المنعطفات وفي الأماكن المزدحمة من قبل السائقين، كونها أحد أبرز أسباب الحوادث، فضلاً عن عدم السماح للأطفال، واليافعين غير البالغين بقيادة الدراجات النارية، والتي سببت مخاطر كبيرة عليهم وعلى الآخرين، منوهاً إلى أهمية التزام المشاة بقواعد السلامة عند قطع الطرقات.
وفي سياق متصل، شهد ثاني أيام عيد الفطر إصابة 5 مدنيين من عائلة واحدة بينهم 3 أطفال، إثر حادث سير بسبب خروج سيارة عن مسارها على الطريق في مدينة “دارة عزة” غربي حلب، قبل منتصف الليل، نتيجة السرعة الزائدة.
كذلك أصيب شاب و 3 أطفال، بحادثتي سير بواسطة دراجات نارية، أحدهما في بلدة جوزف، والآخر على طريق قرية عين الحمرا، في ريف إدلب، حيث نقل المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج.
وذكر “قطيني” عدة أسباب لتلك الحوادث، أولها السرعة الزائدة، والسير باتجاهات معاكسة، وعدم التقيد بالأولويات المرورية، وإيقاف المركبة بشكل مفاجئ ورداءة الطرقات، فضلاً عن عدم التقيد بإجراءات السلامة وقوانين المرور من تخفيف السرعة ومنع الأطفال من قيادة المركبات والسيارات والآليات.
وأضاف أن عدم التأكد من سلامة عمل المكابح و المصابيح خلال القيادة ليلاً، ساهمت في زيادة معدل الحوادث، بالإضافة إلى الكثافة السكانية في المنطقة بسبب التهجير القسري الذي تعرض له المدنيون من قبل قوات النظام و روسيا وتجمعهم في منطقة جغرافية ضيقة نسبياً مع أعدادهم.
وقال: إن “فرق الدفاع المدني السوري تعمل بشكل دوري على تخفيف تلك المأساة والمعاناة بشتى المجالات، وكان لها دور أساسي في محاولة تخفيف حوادث السير، عبر رسومات تعبيرية على الجدران والطرقات الرئيسة في عموم مناطق شمال غربي سوريا، بالإضافة الى الزيارات الدورية للكراجات العامة والمدارس بهدف توعية السائقين والأطفال، وتركيب الشاخصات المرورية في عدة أماكن للحد من الحوادث المرورية”.
كذلك تقوم بأعمالها الخدمية للتخفيف من الأعباء على المدنيين وإعادة شريان الحياة إلى المدن والبلدات عبر تجهيز المرافق العامة وإعادة ترميم الدوارات والطرقات وغيرها من الأعمال، مؤكداً أن الحد من حوادث السير هو عملية متكاملة تبدأ بالدرجة الأولى من السائق والمدنيين والتزامهم بإجراءات السلامة وقوانين المرور وتنتهي بجودة الطرقات.
يذكر أن الحوادث المرورية قد ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مشكلة ظاهرة خطيرة تحصد أرواح المدنيين بشكل يومي، في ظل تحذيرات مستمرة من مخاطر السرعة الزائدة والانتباه أثناء القيادة، ولاسيما أن نسبة كبيرة من الطرق محفرة وسيئة، ومع ذلك تشهد ازدحاماً مرورياً خانقاً.
فيما طالب الأهالي بتفعيل قانون سير وتركيب إشارات مرورية للمساعدة في ضبط السير، وتنظيمه وتخفيف الحوادث قدر المستطاع، ووضع حد معين للقيادة وتحديد نسبة السرعة على الطرقات و الأوتوسترادات وكان قد بدأ تفعيل ذلك عند طريق باب الهوى.
ومن الجدير ذكره أن الارتفاع الكبير في معدلات الحوادث في الشمال السوري، تعود أسبابه إلى عدم انتباه السائقين، والسرعة المفرطة، وتغيير الاتجاه والسير في الاتجاه الممنوع، إضافة إلى الكثافة المرورية وتدمير البنية التحتية للطرقات والشوارع، جراء تعرضها للقصف العنيف من قبل النظام وروسيا خلال السنوات الماضية.