أجمع محللون سياسيون على أن التقارب السعودي مع النظام السوري لن يؤدي إلى الحد من تهريب النظام وميليشياته لمادة “الكبتاغون” إلى الدول المجاورة.
ومنتصف نيسان/بريل الماضي، أجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، زيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011، التقى فيها بنظيره وزير خارجية النظام السوري المدعو فيصل المقداد.
وأفادت الخارجية السعودية في بيان عقب الزيارة، أنها بحثت مع خارجية النظام تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية حل الصعوبات الإنسانية ووصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وملف مكافحة المخدرات والاتجار بها، وضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة، وغيرها من النقاط الأخرى.
وكان اللافت للانتباه، أنه منذ التقارب السعودي مع النظام السوري قبل أكثر من شهر فإن تهريب المخدرات من الأراضي السورية باتجاه الأردن ودول الخليج ما تزال مستمرة، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات وعلى رأسها: هل أفاد التقارب السعودي مع النظام السوري في الحد من تهرب المخدرات؟.
وحول ذلك قال الأكاديمي والمحلل السياسي فايز القنطار لمنصة SY24، إن “النظام السوري ينأى بنفسه عن أنه هو المنتج والمصدر للكبتاغون ويستخدم العصابات والميليشيات في هذا الأمر، إضافة إلى أنه يقدم الوعود الفارغة لدول الخليج والتي لم تدخل حيّز التنفيذ”.
وأضاف “نحن أبناء الجنوب السوري ندرك جيدا حجم الصراع بين مجموعات تهريب المخدرات للسيطرة على منافذ تهريب الكبتاغون باتجاه الخليج”، مبيناً أن “هذه المنافذ تسيطر عليها وتشرف عليها قوات فرع الأمن العسكري وميليشيا حزب الله في الجنوب السوري”.
وتابع أن “النظام من الممكن أن يخفف من عمليات تهريب الكبتاغون في حال قدمت له دول الخليج الأموال التي يحصل عليها من تهريب الكبتاغون، وهذا يمكن أن يتم على المدى البعيد”.
وأكد أن “النظام يستخدم الكبتاغون كسلاح تدمير شامل لتفكيك المجتمعات الخليجية”، معرباً عن مخاوفه كذلك على المجتمع السوري على المدى البعيد، ومن خطورة تحول المجتمع السوري إلى قضية الإدمان على المخدرات، حسب تعبيره.
وقبل يومين، أطلقت السلطات السعودية حملة ضد تهريب المخدرات إلى أراضيها، وذلك عبر ضبط جميع منافذها الجمركية، مؤكدا أنها لن تتوانى عن مواجهة أي استهتار بحزم وصرامة، ومؤكدة أنها عازمة على محاربة المخدرات بأنواعها لما تسببه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع وإيقاع أشد العقوبات على مرتكبيها.
والأسبوع الفائت، أحبطت السلطات السعودية محاولة تهريب نحو 13 مليون حبة من مادة “الإمفيتامين” المخدر، مخبأة في شحنة رمان، يُرجح أنها قادمة من الأراضي السورية.
ومطلع العام 2022، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل الأراضي السعودية، وإلقاء القبض على شخصين من الجنسية السورية.
وأواخر العام 2022، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، ضبط أكثر من 730 ألف قرص من مادة “الإمفيتامين” المخدر في الرياض.
وفي نيسان 2021، أعلنت السلطات السعودية إحباط محاولة تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدرا، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، والأقراص المخدرة كانت مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان.