اقتحم مسلحون مجهولون يعتقد أنهم تابعين لتنظيم داعش منزل أحد التجار في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وطالبوا صاحب المنزل بدفع “زكاة” أمواله بشكل فوري لهم وبالدولار الأمريكي وتحت تهديد السلاح، ليتطور الأمر إلى اشتباك مسلح استخدم فيه الطرفان الأسلحة الرشاشة قبل انسحاب عناصر التنظيم من المنزل، وسط استنفار لأقارب التاجر الذي حاصروا المنزل مهددين باستهداف كل من يقترب منه.
الهجوم الأخير جاء بعد أيام من قيام مجموعة تابعة لتنظيم داعش بمهاجمة منزل أحد مستثمري آبار النفط في بلدة الصور بريف ديرالزور الشمالي بقذائف الآر بي جي، وذلك عقب رفضه دفع “الزكاة” للتنظيم بالرغم من رسائل التهديد التي أرسلها له عبر تطبيق “واتس آب” وأيضاً عبر أقاربه ومعارفه من التجار والمستثمرين الذين دفعوا له في وقت سابق.
تحركات تنظيم داعش الأخيرة لجباية “الزكاة” من المدنيين شهدت تطورات خطيرة بالذات بعد قيام التنظيم باستخدام لغة التهديد بالقتل أو استهداف الممتلكات الخاصة بالمواطنين الرافضين لدفع الإتاوات له، وبالذات مع اقتراب حصاد موسم القمح والشعير شرقي سوريا وتخوف المزارعين من استغلال خلايا داعش لهذا الموسم من أجل جمع أكبر كمية ممكنة من الأموال منهم، أو تهديده بإحراق المحاصيل الزراعية على غرار ما فعلوه خلال السنوات الماضية.
أهالي المنطقة طالبوا “قسد” بتكثيف دورياتها في المنطقة وبالذات في محيط الآبار النفطية والأراضي الزراعية أثناء عمليات الحصاد وفي الأسواق المحلية أيضاً، خوفاً من قيام خلايا داعش بالتسلل إلى تلك المناطق واستهدافها للضغط على الأهالي وإجبارهم على دفع “الزكاة” لهم، وهو ما يرفضه سكان ريف ديرالزور.
“سليمان الحسين”، من أهالي بلدة الصبحة بريف ديرالزور الشرقي، أشار إلى “قيامه مع مجموعة من أبناء عمومته بتشكيل دوريات راجلة في محيط الأراضي الزراعية التي يملكونها في المنطقة، خوفاً من قيام خلايا داعش أو أي مجموعات مسلحة أخرى بإحراق المحصول الزراعي أو استهداف الممتلكات الخاصة بعد إجماع الأهالي على ضرورة رفض دفع الزكاة لداعش”، على حد قوله.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال: “خلايا داعش استغلت حالة الانفلات الأمني التي تشهدها مناطق شرقي سوريا وعدم قدرة قسد على بسط سيطرتها فيها بسبب طبيعة المنطقة، ولهذا استطاعت هذه الخلايا جمع الأموال وفرض سيطرتها بشكل تام على الأهالي باستخدام العنف والابتزاز والتهديد بالقتل، ما دفع الأهالي إلى دفع الأموال له بشكل سري حفاظاً على حياتهم وممتلكاتهم.
وأضاف “ولكن الوضع قد اختلف الآن لأن الأهالي باتوا يقاتلون من أجل لقمة العيش ولهذا فإنهم لن يتنازلوا عن جزء من أموالهم هم وأبنائهم أحق به للتنظيم، الذي لا يقوم بالدفاع عنهم ضد اللصوص وقطاع الطرق كما يروج لنفسه، ولذلك فإن قرار الأهالي الدفاع عن أموالهم وممتلكاتهم سيكلف التنظيم خسائر بشرية كبيرة، ويفقده السيطرة في المنطقة وبالتالي سيختفي في غضون فترة وجيزة”.
والجدير بالذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية” استطاعت بالتعاون مع قوات التحالف الدولي اعتقال عدد كبير من قادة وعناصر تنظيم داعش في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى اعتقال عدد من المتعاونين معه وتضييق الخناق على معاملاته المالية ما تسبب بخسارة التنظيم قسماً من مصادر تمويله في المنطقة، وهو ما دفعه للضغط على التجار وأصحاب رؤوس الأموال وتهديدهم بضرورة دفع الأموال له تحت بند “الزكاة أو الكلفة السلطانية”.