أفاد عدد من أبناء المنطقة شرقي سوريا، بتنفيذ طيران التحالف الدولي دوريات جوية بشكل لافت للانتباه في سماء مخيم الهول بريف الحسكة.
وأثارت تلك الدوريات الجوية لطيران التحالف في سماء المخيم الذي يؤوي عائلات تنظيم داعش إضافة إلى نازحين من الجنسية السورية والعراقية، استغراب أبناء المنطقة وعدد من المراقبين للتطورات شرقي سوريا.
ووفقاً لأبناء الحسكة فإن طائرات التحالف الدولي تقوم بجولات استطلاعية يومية فوق المخيم، وذلك بهدف مراقبة الأوضاع في محيط المخيم.
وعن سبب تلك الدوريات الجوية بطيران التحالف في سماء الهول، أوضح المحلل السياسي علي تمي قائلاً، إن “هذه الدوريات تتم بشكل دوري، وخاصة في هذه المرحلة يتم الإفراج عن عناصر داعش مقابل مبالغ مالية وإرسالهم إلى غرب الفرات، كما أن هناك دوريات أمريكية مشتركة في الرقة وتحديدا عند السجن المركزي، وسجن غويران في الحسكة”.
وأضاف في حديثه لمنصة SY24: “أعتقد أن الأمريكان يحاولون ضبط الفوضى بعد تسريب العديد من قيادات داعش ووصولهم إلى غرب الفرات في الآونة الأخيرة، حيث تحاول قسد استخدام هذه الورقة لابتزاز التحالف الدولي، وبالتالي هناك مخاوف من التحالف ولهذا السبب نرى وجود هذه الدوريات في المنطقة”.
وكانت مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24، أن التنظيم استأنف نشاطه داخل الهول بعد إيقاف إدارة المخيم دوريات الطائرات المسيرة التي كانت تطلقها بين قطاعات المخيم خلال ساعات المساء، بهدف مراقبة الطرق التي يتخذها عناصر داعش للتنقل بين هذه القطاعات وشن هجمات مسلحة ضد عناصر الأسايش أو ضد النازحين المخالفين لأوامره.
كما أفاد مراسل SY24 في الحسكة، تحدث عن قيام مجموعات مسلحة مجهولة الهوية يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، بتخريب السياج الفاصل بين القطاعين الرابع والخامس وإتلاف كاميرات المراقبة الموجود على السياج.
بدوره، قال فواز المفلح عضو الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة لمنصة SY24، إن “عمليات التحالف في سماء مخيم الهول هي لمنح الغطاء لقوات قسد وإيهام العالم بمحاربتها لإرهاب داعش، ولتوجيه رسائل إعلامية أن المحتجزين في مخيم الهول هم من الإرهابيين، وهذا العمل لبيع الوهم وتصديره إلى عقول شعوبهم وأصحاب العقول المريضة”.
ورأى أن الحقيقة المرة هي أن معظم القاطنين في المخيم هم من أبناء العشائر العربية السنية السورية والعراقية، تم جلبهم واحتجازهم في المخيم بعد هربهم من المناطق المشتعلة والتي تم تدميرها ضمن سياسة الأرض المحروقة.
وزاد بالقول “لا ننكر أن هناك بعض العوائل لعناصر تنظيم داعش من النساء والأطفال وترفض الدول التي ينتمون إليها إعادتهم إلى أوطانهم، ورغم كل المناشدات التي أطلقت من أجل الإفراج عن العوائل السورية المحتجزة في المخيم إلا أن قسد ترفض ذلك لتحجب الواقع الحقيقي عما يدور في المخيم وحقيقة القاطنين فيه، عن أعين المنظمات الدولية والإنسانية”.
وكان قاطنو مخيم الهول من السوريين قد طالبوا إدارة المخيم بالإسراع بإطلاق سراحهم والسماح لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم، خاصةً الذين أثبتت التحقيقات عدم وجود أي صلات بينهم وبين داعش، حسب مراسلنا في المنطقة.
ووسط كل ذلك، تستمر المخاوف من رغبة داعش في الظهور مرة أخرى في سوريا وبشكل أقوى، في حين يعتبر التحالف الدولي أن مواجهة داعش من أبرز أولوياته.
ووفقاً لتقارير غربية، فإن أكثر من 10000 من مقاتلي داعش المتمرسين في القتال يقبعون في 26 سجنًا مؤقتًا لقوات سوريا الديمقراطية، ويقيم 54000 امرأة وطفل في معسكرات (مخيمات).