أقرّ النظام الإيراني وحسب ما نقلت المعارضة الإيرانية، بمقتل ما يقارب من 3 آلاف عنصر من ميليشيا “فيلق القدس” في سوريا منذ اندلاع الصراع عام 2011، في رقم صادم حسب مراقبين.
ونقلت “منظمة مجاهدي خلق” التابعة للمعارضة الإيرانية عن خبير حكومي تابع للنظام الإيراني ويدعى “كيومرث يزدان بناه” في مقابلة تلفزيونية قوله، إن “ما يقرب من ثلاثة آلاف من عناصر فيلق القدس قتلوا في سوريا”.
وتابع “فقد ما يقرب من 3000 من أفضل شبابنا أرواحهم في القتال وحماية أراضي سوريا والحفاظ على حكمها (حكم رأس النظام بشار الأسد)”.
وحسب المعارضة الإيرانية، قدّر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يوليو 2016، أنّ النظام الإيراني كان قد نشر 70000 مقاتل من الميليشيات في سوريا، مبينة أن هذا الرقم يشمل القوات شبه العسكرية من أفغانستان، وباكستان والعراق ولبنان.
وحول ذلك، قال “طاهر أبو نضال الأحوازي”، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لمنصة SY24، إن “تدّخل سلطة الاحتلال والإرهاب الإيرانية في الشؤون الداخلية في الأراضي السورية وشؤونها الداخلية من الأيام الأولى لفتح العلاقة بين النظام السوري في عهد حافظ الأسد، حيث كانت العلاقة مبنية على الاستثمار على الأرضي السورية و توسعت إلى الغزو الثقافي، ومن ثم تغيّر النهج والاستراتيجية للنظام الإيراني من شريك اقتصادي إلى شريك بأخذ القرارات الاستراتيجية والسياسية الداخلية، وهذه كانت استراتيجية النظام الإيراني منذ بدء الثورة الشعبية للشعب السوري الشقيق ضد الأسد”.
وأشار إلى أنه كان من الممكن أن يسقط النظام السوري، لكنّ النظام الإيراني بدء يدرك خطر سقوط النظام بفقدان كل ما كان يحصل من استفادة اقتصادية وسياسية ومن الموقع الجغرافي المهم للتوسع، وشاهدنا جميعاً حضور العسكر من مليشيات الحرس الثوري ومن المرتزقة من العرب وغير العرب لقتل السوريين.
ولفت إلى أن خسائر الميلشيات الإيرانية في سوريا كانت بعشرات الآلاف ناهيكم عن اتباعهم من المرتزقة، وقد شاهد الجميع التردي الفادح للاقتصاد الإيراني المتدهور وخروج المواطنين في عموم جغرافية ما تسمى إيران السياسية المصطنعة بمظاهرات لمطالبة النظام بعدم صرف أموال الشعوب المضطهدة في عموم جغرافية إيران على الحرب في سوريا.، حسب تعبيره.
وختم قائلاً، إن “ما حصل من تدمير البنية التحتية في سوريا و تهدم للمدن و قتل مئات الآلاف من الشعب السوري، يتحمل مسؤوليته النظام الإيراني قبل غيره، ومن المفروض أن يتحرك العالم لمعاقبة النظام الإيراني وإجباره على دفع ثمن كل ما حصل من تدمير وخراب وقتل من أبناء شعبنا العربي السوري الشقيق”.
الجدير ذكره، أن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني قاد المعركة البرية في سوريا، ونظّم أيضا قوة ميليشيا موالية لقوات النظام السوري، وتم تشكيل القوة التي تضم 50 ألف عنصر على غرار قوات الباسيج الإيراني، حسب المعارضة الإيرانية.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية في سوريا تتكتم عن الأخبار المتعلقة بقتلاها، أو اللجوء إلى الإعلان عن القتلى بين حين وآخر، في حين يؤكد مراقبون لمنصة SY24، أن هنالك خشية حقيقية من انعكاس حجم الأضرار التي لحقت بالإيرانيين على الساحة السورية وعدم قدرة إيران على الرد المباشر بالمثل، لذا تلجأ إيران إلى سياسة الصمت بسبب أهمية الأشخاص الذين يقتلون على الأراضي السورية.