إدلب.. الأندية الرياضية النسائية وسيلة للتخلص من ضغوطات الحياة اليومية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

وفرت الأندية الرياضية النسائية في مدينة إدلب، مساحة خاصة ومتفردة بالسيدات، للعناية بصحتهن الجسدية والنفسية، وممارسة مختلف أنواع الرياضات والأنشطة المساعدة على إنقاص الوزن، والحصول على لياقة بدنية، فضلاً عن تخصيص قسم منها لمتابعة العلاج الفيزيائي لعدد من السيدات اللواتي بحاجة لذاك، سواء بسبب الإصابات الحربية أو لأسباب أخرى.

كذلك تعد النوادي الرياضية النسائية في المنطقة حديثة المنشأ، ولم يكن الإهمال في إحداث مراكز مختصة بالنساء مقصوداً إنما كان سببه الحرب وعدم الاستقرار الذي عاشته المنطقة منذ سنوات، ليصل عدد النوادي بشكل عام قرابة 30 نادي رياضي تتبع جميعها إلى الاتحاد الرياضي العام، متوزعة في المدن الرئيسية.

تصف “ميساء” 30 عاماً، إحدى المتدربات فترة اشتراكها بالنادي قبل خمسة أشهر “بالفترة الذهبية” التي غيرت كثيراً من نفسيتها بعد نجاحها في إنقاص وزنها، وحصولها على مظهر يرضيها، فضلاً عن تحسن واضح في صحتها الجسدية.

تقول في حديثها إلينا: إنها “التزمت بفترات التدريب، وتعليمات المدربة، حتى تمكنت من تحقيق نتائج مرضية، إضافة إلى أنها وجدت بالنادي مكاناً لتكوين علاقات اجتماعية مع عدد من السيدات، وقضاء وقت ممتع بصحبتهن والاستفادة من تجارب كل واحدة، كما أنه مهرب من ضغوط الحياة والعمل ولو بشكل مؤقت”.

تخبرنا المدربة” فاتن” أن للتدريب الرياضي عدة أهداف، أشهرها الحصول على جسم مثالي، والتخلص من الوزن الزائد ولكن بالحقيقة معظم السيدات المتدربات يقصدن النوادي الرياضية للترويح عن أنفسهن، وتحسين مزاجهن، وزيادة اللياقة البدنية، وتكوين صداقات جديدة”.

تقول المدربة: إن” الكثافة السكانية والتنوع الموجود في محافظة إدلب، ساهم بشكل مباشر في زيادة عدد النوادي، ويصل عدد المتدربات في بعضها ما بين 50 إلى 100 متدربة، وتزيد في موسم الصيف مع العطلة الصيفية خاصة للشابات اليافعات.

“رحاب” شابة في المرحلة الثانوية، تنتظر انتهاء الموسم الدراسي لتعود إلى ممارسة الرياضة البدنية التي تحب، بعدما اعتادت عليها العام الماضي، تقول لنا: إنها “عانت من وزن زائد نتيجة خلل في الهرمونات، ناتج عن مشاكل نفسية، ما جعلها تقصد النادي لمتابعة علاجها عن طريق ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية مخصصة لها”.

تخبرنا أنها كانت تذهب بشكل يومي إلى النادي الرياضي بمعدل ساعتين يومياً، ولاحظت تحسن واضح في صحتها النفسية الجسدية، وإنقاص من وزنها، ساعدها في زيادة ثقتها بنفسها وسط محيطها الاجتماعي الذي لا يخلُ من التنمر حسب تعبيرها.

تختلف رسوم التدريب في الأندية الرياضية حسب المنطقة، وطبيعة الأجهزة الموجودة، والخدمات المتوفرة، والأقسام المتعددة، وكفاءة المدربين/ات، وتتراوح ما بين 10 _ 25 دولار.

تؤكد المدربة أن النوادي النسائية اليوم تشهد إقبالًا  كبيراً مقارنة الأعوام السابقة، وارتفع عددها إلى الضعف تقريباً،إذ تقصدها النساء الباحثات عن الفائدة الجسدية والنفسية، وبعض الأحيان تقصدها النساء لمتابعة العلاج الفيزيائي ولاسيما مرضى الديسك وأمراض العمود الفقري، كما أن للنادي الرياضي طقس خاص يشعر المرأة براحة نفسية ولو لوقت قصير لتخفيف من ضغوط الحياة اليومية لأن الرياضية تعيد النشاط والحيوية لها”.

عشرات النساء في منطقة إدلب وجدن بالذهاب إلى النوادي الرياضية النسائية فرصة لكسر الصورة النمطية الحياتية التي تعيشها المرأة هناك، من خلال تكريس ثقافة الرياضة في مراكز مخصصة للنساء، وعدم إقصائها عن هذا المجال.

مقالات ذات صلة