أكدت العديد من المصادر المتطابقة توجه العديد من تجار المخدرات صوب عمق البادية السورية، وذلك عقب الغارة الجوية التي استهدفت مصانع الكبتاغون جنوبي سوريا.
ووصف مراقبون منطقة البادية بـ “البؤرة”، خاصة وأنها تشهد حملات تمشيط وهجمات مباغتة لتنظيم داعش، يقابلها حملات تمشيط متكررة بين الفترة والأخرى.
وحول ذلك قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن “النظام السوري يريد إيصال صورة أمنية مفادها بأنه ما زال يمسك بزمام المبادرة الأمنية وأنه قادر على ملاحقة ما يصفه بفلول التنظيم، لكن أرى بأن غاية النظام تزامنت مع الغارة التي استهدفت الرمثان، وبالتالي يعتبرها خطوة إيجابية تجاه محاربة المخدرات”.
ولفت إلى أن النظام وبنفس التوقيت ادعى بأنه قد ضبط أسلحة بحوزة (حسن الحايك و نبيل العبدالله) من متزعمي التنظيم في درعا، وبالتالي يبحث النظام عن مزيد من التقدم تجاه الجنوب السوري تحت ذريعة المخدرات والسلاح، والغاية هي استثمار الرؤية الدولية في مكافحة المخدرات على حدوده مع الأردن، وأن يتمركز بشكل أوسع تحت هذه الذريعة ويعيد هيمنته على المدن التي تشهد احتجاجات منذ التسوية الكبيرة في صيف 2018، والتي أثبتت للعالم بأن النظام غير قادر على إدارة المناطق التي خرجت منها المعارضة السورية”.
وأضاف، أنه بخصوص مسألة هروب تجار المخدرات أو عناصر التنظيم تجاه البادية السورية فأعتقد بأنه يريد استثمار وجوده في تأمين الطريق الدولي من معبر البوكمال الحدودي مع العراق وصولا إلى الحدود البرية اللبنانية والموانئ السورية، وذلك من أجل بقاء نفوذ حليفه الاستراتيجي المتمثل بإيران وأذرعه الولائية متعددة الجنسيات، إضافة إلى استثمار نتائج زيارة الرئيس الإيراني لدمشق والحديث الإيراني حول إعادة تأهيل المطارات والمؤسسة العسكرية والاقتصادية، وبالتالي الهيمنة الكاملة على سوريا وترك بشار الأسد كعبائة نفوذ إيرانية خالية المضمون، من أجل والتأثير المحلي والإقليمي والدولي، حسب وجهة نظره.
من جهة ثانية، لقي عنصر من قوات النظام السوري مصرعه وأصيب آخر بجراح، بانفجار لغم أرضي يُرجح أنه من مخلفات تنظيم داعش شرقي سوريا.
وحسب المتداول، فإن انفجار اللغم الأرضي وقع في بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، والذي أسفر عن مقتل أحد عناصر الحرس الجمهوري، إضافة إلى إصابة عنصر آخر من الحرس نُقل على إثرها إلى مستشفى الباسل بدير الزور.
وفي السياق، أفاد الناشط “أبو عبد الله الحسكاوي” لمنصة SY24، بأن قوات النظام مع الميليشيات المساندة لها، بدأت منذ الأيام القليلة الماضية حملة تمشيط للبادية الشامية على جانبي طريق “دير الزور – حمص”.
وأشار إلى أن تلك الحملة تأتي في ظل الهجمات المكثفة التي ينفذها تنظيم داعش ومسلحون آخرون مجهولون، في مناطق متفرقة من البادية السورية.
وتعتبر منطقة البادية السورية، من أبرز المناطق التي تتصدر واجهة الأحداث منذ أشهر، وخاصة بعد الجرائم المتكررة التي ارتكبتها الميليشيات وأفرع أمن النظام بحق عمال جمع “الكمأة”.