أكدت تقارير غربية أن هناك تهديداً يجعل التحالف الدولي يتعامل على الفور مع قادة خطرين لداعش في سوريا، ومن أجل ذلك ينفذ عمليات الإنزال الجوي أو الاستهداف على أماكن يتوارون فيها سواء شرقي أو شمالي سوريا.
وفي تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق، أوضح أن من النقاط المهمة التي يمكن استنتاجها أن الكثيرين من قادة التنظيم الذين استهدفتهم مؤخراً الولايات المتحدة بعمليات أحادية الجانب، متّهمون بالتخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد يشير قرار “القيادة المركزية الأمريكية” بالتحرك ضد هؤلاء الأفراد إلى ضرورة التعامل مع التهديد الذي يشكلونه على الفور، حسب التقرير.
ورأى التقرير أن تنظيم داعش، يعيد إعطاء الأولوية للعمليات الخارجية، وهو ما لم يكن يملك القدرة على القيام به منذ بعض الوقت.
ولفت إلى أن التنظيم يحاول باستمرار إعادة بناء قيادته، لكن ما يعيقه هو نجاح التحالف في تعطيل مستويات القيادة العليا التابعة له.
واعتبر أن التنظيم يفتقر اليوم إلى الفعالية العسكرية، وهذا يعود إلى فعالية التحالف الدولي وفي العمليات التي ينفذها لمواصلة الضغط على التنظيم وقياداته وخلاياه النائمة، وفق التقرير.
وحول ذلك، قال مضر حماد الأسعد. المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية لمنصة SY24، إن “التحالف الدولي قبل معركة الباغوز النهائية كان يُصرح بأنه عندما يتم القضاء على داعش سينسحب من سوريا، لأنهم جاؤوا بالأساس لمحاربة الإرهاب المقصود به داعش، وعند انتهاء معركة الباغوز كان من المفترض انسحاب أمريكا ومعها دول التحالف، ولكن من أجل شرعنة بقائهم لفترة أطول تم التصريح إعلاميا على أن داعش ما زالت موجودة وعلى أن قيادات داعش مازالوا يكبرون ويتنامون”.
واعتبر أن داعش باتت اليوم عبارة عن “شركة مساهمة”، أي أن النظام مساهم بها وكذلك إيران وروسيا وميليشيا حزب الله إضافة إلى الكثير من الأطراف الأخرى، وبالتالي والجميع يحارب الجميع، والجميع يتواجد في البادية وحول حوض نهر الفرات إضافة إلى الحدود الأردنية، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن كل ذلك هو ذلك لتحقيق مصالح أمنية وسياسية وعسكرية على حساب السوريين وعلى حساب سكان البادية السورية، مما تتسبب في ارتكاب جرائم مروعة بحق أبناء القبائل العربية في البادية.
وأفاد بأن هناك قيادات لداعش ولكنها موجودة في سجون قسد التي تشرف عليها القوات الأمريكية، لذا نقولها صراحة إنه “ما دامت أمريكا وروسيا والتحالف الدولي وقسد يتواجدون في سوريا فإن داعش ستبقى وستظهر بين فترة وأخرى، لذلك وجود داعش مرتبط بوجود عدد من الأطراف على رأسهم النظام والميليشيات الإيرانية، وفق وجهة نظره.
وحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق، في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس من هذا العام 2023، نفذت “القيادة المركزية الأمريكية” 34 عملية من عملياتها ضد تنظيم داعش في سوريا بالتعاون مع شركائها (قوات قسد)، بينما نُفذت عمليتان فقط من جانب واحد، وأسفرت هذه الجهود عن مقتل 9 مقاتلين من التنظيم وأسر 210 آخرين.
ومؤخراً، تصدرت عمليات التحالف الأمنية ضد قادة داعش شمال سوريا واجهة الأحداث، بالتزامن مع عمليات الإنزال الجوي بين الفترة والأخرى في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور، والتي أسفرت عن الحد من عمليات داعش في المنطقة.