لم يدرك والد الطفل “زين ابراهيم”، البالغ من العمر ثماني سنوات، أنه يأخد ابنه للموت، حين اصطحبه إلى أحد المراكز الطبية في دمشق لعلاج أسنانه، إذ عانى الطفل من تأخر في سقوط أسنانه اللبنية، ما استدعى إجرائه عملية جراحية لقلع الأسنان، بتكلفة 3 ملايين ليرة سورية حسب ما أكده الوالد.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، تبين أن الطفل كان أحد ضحايا الأخطاء الطبية، حيث خضع للتخدير العام لإجراء عملية جراحية دون إجراء التحاليل اللازمة لذلك، وتم إعطائه جرعتي تخدير متتاليتين حسب شهادة والده، لأحد المواقع المحلية.
في هذه الأثناء كانت أكسجته 60، واستغرق وصول سيارة الإسعاف قرابة الساعة، ثم انخفضت إلى 30 وتوقف قلبه، رغم محاولات الإنعاش ودخوله العناية المركزة، لكن الطفل كان قد أصيب بأذية في الجملة العصبية توفي على إثرها.
وأكد ذوي الطفل أنه لم يكن يعاني من أية أمراض أو مشاكل صحية سابقة، وأن مشكلة تأخر الأسنان ليست بهذه الخطورة، وهي أمر طبيعي يتعرض له كثير من الأطفال دون أن تصل لمرحلة الموت، إلا أن الاستهتار بأرواح الأهالي، وعدم القيام بالاختبارات والتحاليل اللازمة قبل الخضوع لعمل جراحي من قبل المركز والأطباء كان كفيلاً بوفاة الطفل.
وقبل فترة، رصدت منصة SY24 حالتي وفاة مشابهة في مشافي دمشق، سببها الأخطاء الطبية، في مؤشر خطير لازدياد هذه الحوادث التي باتت تهدد حياة المرضى، دون رقيب أو حسيب على تلك المشافي، وأثارت هذه الحوادث ردود فعل غاضبة بين القاطنين في مناطق النظام، الذين طالبوا بإلقاء القبض على مرتكبي هذا الخطأ وإنزال القصاص العادل بحقهم، كما طالب كثيرون بإغلاق المستشفيات التي ترتكب فيها الأخطاء الطبية، مؤكدين أن الاستهتار بأرواح الناس لا يجب أن يمر مرور الكرام.
وتبين أن معظمها بسبب الإهمال المتعمد الاستهتار بأرواح المرضى، فضلاً عن قلة خبرة الكوادر الطبية ولا سيما بعد هجرة عدد كبير من الأطباء ذات الكفاءة العالية، إضافة إلى تفشي الفساد في المشافي، وتراجع كفاءة الكوادر الموجودة، إضافة إلى نقص شديد في الكادر الطبي والمعدات الطبية، ما أثر بشكل مباشر على حياة المرضى.