حالات الانتحار تعود إلى الواجهة في الداخل السوري، إذ لقيت فتاة تبلغ من العمر 15، حتفها انتحاراً في مدينة الباب شرقي، حلب صباح اليوم الأحد، حسب ما تابعته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي تابعتها المنصة، تبين أن الفتاة يتيمة الأب، تعيش مع جدها، الذي أجبرها على الزواج من رجل كبير في السن، لتكون ضحية حالات الزواج المبكر والزواج القسري معاً، وينتهي بها الحال انتحاراً.
تفاقمت ظاهرة الانتحار خلال السنوات الماضية بشكل واضح في سوريا، سواء في مناطق سيطرة النظام أو الشمال السوري، نتيجة عدة أسباب أفرزتها الحرب في السنوات العشرة الماضية.
وفي حديث خاص قالت عاملة الدعم النفسي الاجتماعي “سوسن الطويل” في تقرير سابق لمنصة SY24 : إن”الضغوط النفسية التي تواجه عدداً من الأشخاص، هي السبب الرئيسي لكثرة حالات الانتحار، بعد وصولهم لمرحلة اليأس والاكتئاب وأقصى حالات الضعف النفسي، تجعلهم يفكرون بأي طريقة لإنهاء تلك المعاناة، ولاسيما عن طريق الانتحار وبهذه الحالة يجب على ذوي الشخص الذهاب إلى طبيب نفسي مختص لمعالجة المرض والعدول عن فكرة الانتحار”.
حيث دفعت سنوات الحرب الماضية في الداخل السوري كثيراً من الأسر إلى تزويج أبنائهم وبناتهم في سن مبكرة تبعاً العادات وتقاليد معينة تحكم البيئة الاجتماعية، فضلاً عن وجود أسباب أخرى، أهمها الوضع المادي، والفقر والنزوح، وأحيانا وفاة أحد الوالدين الذي يدفع الأسرة إلى التخلص من أعباء باقي الأفراد عن طريق تزويجهم ولاسيما الفتيات.
يعد الزواج المبكر والقسري للفتاة القاصر، عنفاً ممارسة بحق الفتيات، أقرته الأمم المتحدة في بيان مشترك حول أنواع العنف ضد المرأة، وتمثل قضية تزويج القاصرات أحد أبرز أشكال التمييز ضدها، وظاهرة لها نتائج خطيرة على الفتيات، منها ارتفاع حالات الطلاق بسبب نقص الوعي العقلي والنضج الجسدي لتحمل الفتاة مسؤولية الزواج ومتطلبات الزوج، إذ يعتبر الزواج (مبكراً) ، إذا كان في عمر أقل من 18 عام لكل من الزوجين أو أحدهم، غير أن الشائع في مجتمعنا هو تزويج الفتاة في سن مبكرة بعد حرمانها من التعليم.
وأكدت عدة تقارير ودراسات سابقة، أن الفقر والنزوح والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، والتي أنعشتها الحرب أدت إلى ارتفاع معدل حالات الزواج المبكر في تلك المناطق، ولاسيما بين الأهالي النازحين، بسبب الظروف الصعبة التي عاشوها خلال فترة نزوحهم، وأغلب الأسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري .