أفادت تقارير غربية وإيرانية معارضة، بأن إيران لا تثق برأس النظام السوري بشار الأسد، مبينة أن الأسد غير قادر على السيطرة على سوريا دون وجود وسيطرة إيران ولا يمكن للأسد طردهم بالقوة.
وحسب تلك التقارير، بغض النظر عن مقدار الدعم العربي الذي يتمتع به، لا يمكن للأسد أن يطلب من إيران مغادرة بلاده طواعية.
وأشارت إلى أن ضمان عدم وقوع سوريا في أيدي الأعداء هو أمر وجودي بالنسبة لطهران، حيث أعرب مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى عن هذا الرأي، بينما وصفوا سوريا بأنها “المقاطعة 35 لإيران”.
ولفتت إلى أن “الإيرانيين وببساطة لا يثقون بالأسد ليتمكن من السيطرة على البلاد دون وجودهم وسيطرتهم”.
وحول ذلك قال الباحث في الشأن الإيراني،وجدان عبد الرحمن لمنصة SY24، إن “هذا الكلام دقيق، حيث كان نظام الأسد على وشك الانهيار لولا تدخل إيران وحزب الله اللبناني وفيما بعد روسيا”.
وتابع، إن “التصريحات الإيرانية بأن الأسد لا يستطيع الوقوف على قدميه دون إيران، فهذا الأمر كان قبل عودة العلاقات مع الدول العربية وخاصة السعودية ومصر وغيرها، حيث أنه بات ممولاً سياسيا من الرياض، وأمنيا من مصر”.
وزاد موضحاً، أن “تصريحات إيران جاءت في هذا التوقيت لأن سوريا مهمة للغاية لإيران، فهي الركيزة و الاستراتيجية الرئيسة لوصول إيران إلى البحر المتوسط ، وهذا الأمر ساعد إيران بالدخول إلى سوريا وبناء قواعد ضخمة في سوريا إضافة إلى الاستثمارات الإيرانية في سوريا منذ عام 2011 سواء في الحرب أو اقتصاديا، ومن هنا فإن إيران جاءت إلى سوريا لكي لا تخرج منها وتبقى فيها لتنفيذ مشروعها الاستراتيجي”.
ووفقا لمراقبين، فإن الأسد نفسه مدرك تمامًا لهذا الوضع ومن غير المرجح أن يحاول الانفصال عن إيران أو تقويض مصالحها عن طيب خاطر، كما أنه يعلم أن إيران استثمرت الكثير من الدماء والأموال ورأس المال السياسي في سوريا، ولن يكون بالإمكان للأسد طردهم بالقوة.
من جانبه، قال “طاهر أبو نضال الأحوازي”، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لمنصة SY24، “حسب القراءة الأولية للواقع النظام الإيراني الحالي المذري وفوق الصعب اقتصاديا وأمنيا هو أخطر من وضع النظام السوري الحالي، خاصة نحن نشاهد التدهور الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الصعب، والحرمان الموجود في عموم جغرافية ما تسمى إيران السياسية، إضافة إلى الثورة المستمرة التي أجبرت النظام الإيراني على أن يصبح التقارب الدبلوماسي العربي الإيراني والعربي مع النظام السوري أكثر انفتاحا، واتخذت الخطوات الأولى لإرجاعه إلى الجامعة العربية”.
وتابع “في الواقع على الأرض وبسبب الوجود الإيراني الغاشم على الأرضي السورية فالمتضرر هو النظام الإيراني أكثر من غيره، ونحن نشاهد النظام الإيراني يطالب بالخسائر التي صرفها على النظام السوري في السلطة، واليوم أصبح النظام الإيراني هو من يبحث عن من ينقذه من الظروف الاقتصادية والسياسة الصعبة والحصار الخانق بسبب سياسته الخارجية وسياسته التوسعية”.
ويرى مراقبون أنه لا يمكن للأسد أو الدول العربية الاعتماد على روسيا للمساعدة في تآكل نفوذ إيران في سوريا، ظرًا لأن إيران لن تغادر البلاد عن طيب خاطر.
وأكدوا أنه يجب ألا يكون انتصار الأسد في الحرب السورية بمثابة تذكرته للعودة إلى الحظيرة العربية، فقد حقق انتصاره بذبح مئات الآلاف من شعبه بلا رحمة، وبالتالي إعادة العلاقات معه لن يخفف من معاناة السوريين الذين بقوا تحت نظامه، ولن تعود المنفعة النهائية عليه فحسب، بل ستعود على السلطة التي تسيطر عليه وتحتفظ به في القصر الرئاسي ألا وهي إيران.