هجمات البادية.. تعتيم إعلامي من قبل منفذها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أفاد تقرير غربي مهتم بتوثيق تحركات تنظيم داعش وخلاياه في سوريا، بأن التنظيم بات يلجأ إلى التعتيم الإعلامي على عملياته وبشكل خاص وسط البادية السورية.

 

وأشار التقرير إلى أن التنظيم لم يتبنَ أي هجمات هذا العام ، على الرغم من وجود عدد كبير من هجمات الأسلحة الصغيرة والعبوات الناسفة ضد قوات أمن النظام والقتال المستمر ضد مرتزقة النظام ومرتزقة فاغنر الروسية.

 

وتحدث التقرير عن التعتيم الإعلامي للتنظيم على عملياته الأمنية، مشيراً إلى أنه لا يزال من غير الواضح لماذا أوقف داعش الإنتاج الإعلامي في بادية ريف حمص الشرقي، ولماذا لم تنشر المجموعة أي شيء إعلامي من المنطقة لمدة سبعة أشهر بين تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وحزيران/يونيو 2022، معتبراً أن داعش يلجأ إلى الصمت الإعلامي بسبب المخاوف الأمنية.

 

وحول ذلك قال المحلل السوري عمر الحسون لمنصة SY24: “أعتقد أن سبب تعتيم داعش على أعمالها في البادية يعود لأمرين، الأول مرتبط بمجموعة تابعة للنظام تنتشر في المنطقة دون علم من بعض قيادات وكتائب الجيش التابعة له، أو الميليشيات التابعة للنظام حرصا على سرية المنطقة بالنسبة إليه ولجيشه بعيدا عن الميليشيات، فيقوم النظام عبر عناصر تابعة له تستخدم شعارات ورايات داعش بقتل كل من يقترب من هذه المنطقة، كما أن الروس لهم بعض المناطق التي لا يرغبون لأي كان من الاقتراب منها حفاظًا على سريتها، فيتفقون مع مجموعات تحمل شعارات داعش وزيه فيقتلون كل من يقترب من هذه المنطقة عسكري كان أو مدني”.

 

وأضاف، أن “الأمر الثاني، أن هناك تيار داخل داعش من أبناءً المنطقة يريدون الانتقام من النظام ومن حلفائه على ما ارتكبوه من جرائم بحق ذويهم ومدنهم وبلداتهم، فيقومون بقتل أي عنصر تابع للنظام أو الميليشيات الإيرانية المرتبطة به”.

 

وحسب التقرير الغربي، تُعرَّف الهجمات عالية الجودة لداعش بأنها هجمات خلف خطوط المواجهة، أو تلك التي تؤدي إلى الاستيلاء على مواقع، أو استهداف ضباط النظام، أو تنطوي على هجمات منسقة على مواقع متعددة، أو نقاط تفتيش وهمية، أو كمائن على قوافل عسكرية، أو هجمات على نقاط تفتيش تقتل ثلاثة جنود على الأقل أو تؤدي إلى أسرى الحرب.

ورأى الناشط السياسي عبد الكريم العمر في حديثه لمنصة SY24: “أعتقد أن الصراع الذي يحصل بين الأطراف في البادية السورية منذ سنة وأكثر، هو صراع بين أطراف تتبع لعدة جهات، وبالتالي كلما أراد مشغلها أن يقوم بعمل أمني فإنه يقوم بتحريك هذه المجموعة لحصول عمليات، ولذلك اليوم لم نعد نرى أي تغطية إعلامية لداعش لأن الأمر لم يعد كما في السابق والحديث عن وهم الدولة الخلافة وما شابه، فهي اليوم مجموعات صغيرة متناحرة تتبع لأجهزة مخابرات مختلفة ولمشغليها وتقوم بأعمال سطو مسلح ليس لها هدف سوى القتل والإجرام كما ميليشيات النظام السوري وميليشيات إيران”.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ أن بدأ نشاط تنظيم داعش يتزايد بسرعة في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، كان هناك نمط ثابت لحوالي أسبوعين من الهجمات عالية التردد، تلاها حوالي أسبوعين من النشاط المنخفض بشكل كبير في مناطق متفرقة من سوريا من ريف حمص الشرقي إلى شرقي حماة وشرقي سوريا.

وحول ذلك، قال المهتم بتطورات البادية، إياد الرحال في حديثه لمنصة SY24، إن “لجوء داعش إلى التعتيم الإعلامي هو هي سياسة أمنية في الغالب، ففي بعض الأحيان يجمع أغلب عملياته في إصدار مرئي، وبالأساس الإعلام عند داعش ضعيف اليوم لنقص الإمكانيات والخبرات”.

وتحدثت التقارير بأن الهجمات الأبرز لداعش وخلاياه كانت في شهر نيسان/أبريل الماضي، والتي نفذها بالأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة والألغام.

يشار إلى أن التحالف الدولي أعلن عن حصيلة عملياته العسكرية والأمنية ضد تنظيم داعش شرقي سوريا، وذلك خلال شهر نيسان/أبريل الماضي.

وذكر التحالف الدولي في بيان، أن العمليات أسفرت خلال نيسان/أبريل الماضي، عن مقتل 13 عنصراً من التنظيم واعتقال 28 آخرين.

ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن عدد عناصر داعش في سوريا والعراق انخفض إلى ما بين 5 و7 آلاف عنصر، خلال العام الجاري 2023، نصفهم فقط من المقاتلين، مقارنة بـ 10 آلاف مقاتل في عام 2022، و18 ألف مقاتل في 2020، وهو ما أكده تقرير صادر أوائل أيار/مايو الجاري، عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.

مقالات ذات صلة