أقرّ النظام السوري بازدياد أعداد المتسولين وأعداد الأطفال الذين ينبشون في حاويات القمامة، وذلك في عدد من أحباء العاصمة دمشق، بالتزامن مع استمرار دوامة الاقتصاد التي يعاني منها القاطنون في مناطق النظام.
وفي التفاصيل، اعترفت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق، بالتزايد الكبير في أعداد المتسولين في أحياء دمشق خاصة، مدّعية أن سبب تلك الظاهرة هو الفقر وقلة فرص العمل إضافة إلى الأزمة الاقتصادية والحرب وتهجير الكثيرين، إضافة إلى التفكك الأسري وتشرد الأطفال واستغلالهم من بعض الأشخاص أو من أقاربهم وتشغيلهم بالتسول.
كما أقرّت بوجود أطفال يقومون بالنبش في الحاويات المنتشرة في أحياء دمشق وجمع القطع البلاستيكية وغيرها وبيعها لأشخاص يقومون بإعادة تدويرها، وهذا ما يعود بمردود مادي على الأطفال ما يشجعهم على اتخاذها مهنة لجني المال وزيادة أعدادهم لتصبح ظاهرة منتشرة بشكل أكبر.
واقترحت المسؤولة الخدمية للتخفيف من هذه الظاهرة (نبش الحاويات)، أن يتم إفراغ الحاويات يومياً وبشكل دوري من قبل الجهات المختصة وعدم تركها متراكمة لفترات طويلة.
وتتزامن تلك الظواهر الاجتماعية السلبية مع استمرار موجة الغلاء في عموم الأسواق بمناطق سيطرة النظام، تضاف إليها استمرار عمليات “الغش” التي تطال مواد وسلع رئيسية على رأسها اللحوم والأجبان والألبان، بالإضافة إلى المحروقات ومشتقاتها.
بالمقابل، أعرب قاطنون في مناطق عن خشيتهم من قرار يستعد النظام وحكومته لإقراره ويقضي بالسماح بتصدير مادتي الثوم والبطاطا، الأمر الذي ينبئ بأزمة جديدة مماثلة لأزمة البصل التي شهدتها مناطق النظام قبل أسابيع، والتي وصلت أسعارها إلى مستويات تفوق قدرة المواطن على شرائها.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء التابع للنظام، المدعو “حسين عرنوس” عن موافقته على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة فتح باب التصدير لمادة بطاطا الطعام والثوم للكميات الفائضة عن حاجة السوق المحلية، وذلك بغية دعم الفلاحين.، حسب زعمه.
وأكد القاطنون في مناطق النظام رفضه لتصدير البطاطا والثوم إلى خارج سوريا، لافتين إلى أن أسعارها في هذه الأيام لا تتناسب أصلا مع قدرة المواطن على شرائها، حيث يتراوح سعر كغ البطاطا بين 2000 و2500 ليرة سورية، والثوم بحدود 5000 ليرة للكلغ الواحد.
وفي آذار/مارس الماضي، تصدرت أزمة البصل واجهة الأحداث الاقتصادية في مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك بعد وصول أسعاره إلى مستويات قياسية تفوق قدرة المواطن على شراء تلك المادة.
وحول تلك الأزمة قالت بتول حديد مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة لمنصة SY24، إن “النظام لا يتردد في إظهار مظلوميته حتى لو كانت عبر الضغط على السوريين، وسحب المادة من الأسواق”، مضيفة أن سعر البصل وصل إلى 18 ألف ليرة سورية، وبالتالي حتى الفقير الذي كان يكتفي بخبزة وبصلة كوجبة غذاء له بات اليوم غير قادر على شراء البصل”.
وفي سياق متصل، وبالتوجه إلى أسعار صرف العملات في سوريا، تراوح سعر صرف الدولار في أسواق دمشق بين 8400 ليرة سورية مبيع، و8300 ليرة سورية للشراء.
وفي أسواق حلب، بلغ سعر صرف الدولار للمبيع 8450 ليرة سورية، وللشراء 8350 ليرة سورية.
وفي أسواق إدلب، سجّل سعر صرف الدولار سعر مبيع 8310 ليرات سورية، وسجّل سعر شراء 8260 ليرة سورية.