خرج رأس النظام السوري بشار الأسد وخلال تواجده في القمة العربية، بنظرية جديدة أطلق عليها ساخرون “نظرية الأحضان”، لتضاف إلى الشعارات والعبارات التي يحاول من خلالها إبراز ثقافته في المكان والزمان غير المناسبين، بحسب مراقبين.
وأثار رأس النظام صدمة المتابعين والمؤيدين له، حينما قال خلال اجتماع القمة، إن “الأحضان عابرة، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى حضن آخر لسبب ما”.
وعلى الفور سارع رواد منصات التواصل الاجتماعي للسخرية من هذه العبارات التي تفوه بها رأس النظام، ليطلقوا عليها “نظرية الأحضان”.
وتهكم المعارض السوري يحيى العريضي على حسابه في فيسبوك من هذه العبارات قائلاً “إلى بعض “القادة” “العرب”؛ هل وصلتكم (نظرية الحضن) في نسختها الأحدث؟، إنها إتحاف الإيراني بالحديث عن محاربة العربان والصهاينة، وإتحاف الروسي بالحديث عن محاربة أمريكا، وإتحاف الغرب بالحديث عن محاربة الإرهاب، وإتحاف تركيا بالحديث عن محاربة الأكراد الانفصاليين، وإتحاف الكرد بمحاربة تركيا ونكهتها الإخوانية، وإتحاف الشعوب بمحاربة الرجعية والإمبريالية والصهيونية، وإتحاف العرب بمحاربة الشعب الغوغائي الطامع بالانقلاب علينا.. (لك عيشوا بها النعمة)”.
وذهب آخرون للتهكم على رأس النظام بشار الأسد بالقول “الأحضان طقس من طقوس عقيدته وهو لم يتكلم من فراغ!”.
وقال المحلل السياسي عمار جلو لمنصة SY24، تعقيباً على “نظرية الأحضان”، إن “هذا المخلوق (بشار الأسد) يثبت المرة تلوى الأخرى أنه غير جدير بوصف إنسان فما بالك بسياسي”.
وأضاف، أن ما أتحفنا به هذا المخلوق بالحديث عن التنقل بالأحضان والتنقل بينها، شعرت وأن الرجل يشعر وكأنه مدعو للحديث في ملهى، وليس إلى منصة سياسية عربية، والعرب كما يعرف عنهم الحياء.
وتابع، عدا عن ذلك، إذا أخذنا كلام المعتوه بمحتوى سياسي، فهو تعبير عن شخص وضيع سياسيا لا مبدأ له، سريع الانقلاب على الحلفاء ينتقل من تيار إلى آخر ومن حلف إلى آخر وفق مصالح ضيقة.
وزاد قائلاً “حقيقة لا أحب التعليق على أي شيء يصدر عن هذا المخلوق، كون أكثر كلام يمكن ضبطه بالتعبير عنه، لا يليق الكلام به على المواقع الإعلامية، فماذا تنتظر من مخلوق دمر بلده ودعا شذاذ الأرض ومجرميها لقتل شعبه، وبعدها يتحدث عن نصر وإلى جواره (لونا الشبل) تحت وصف مستشارة، تلوك العلكة في اجتماع القمة!”.
وسخر آخرون من الأسد بالقول “فجأة أصبح شاعراً ومرهف الإحساس، يبدو أننا عاملناه بقسوة”، فيما رد آخرون بالقول “هذا الكلام لا يخرج إلا من تاجر كبتاغون”، وتهكم البعض الآخر بالقول “إنه السبب في تنقلنا من حضن إلى آخر!”.
من جانبه، قال الأكاديمي أحمد الحمادي في حديثه لمنصة SY24 ساخراً، إنه “كعادته في الفذلكة و السفسطة غير المجدية بدأ بشار الأسد كلمته في القمة العربية التي عقدت في جدة بعد عبارات الشكر البروتوكولية بتشخيص العلة التي تعاني منها الأمة العربية، وهو العليل المريض المتهالك المحتاج لمنفسة تنقذه مما يعاني وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهنا تنطبق عليه مقولة (لو حجا بده يعمر عمر دياره)”.
وأضاف، هنا ندخل في مصطلح جديد يريد أن يعممه “بشار الأهبل” في الأدبيات السياسية ألا وهو مصطلح الأحضان، عندما قال (عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء دائم، و ربما تنقل الإنسان من حضن لآخر لسبب لكنه لا يغير انتمائه)، إذ يقصد بشار الأسد بالأحضان هنا الأحضان التي احتضنته ودافعت عنه وجردت قواتها العسكرية ومقدراتها الاقتصادية لدعمه والحفاظ عليه على رأس السلطة بعد الثورة عليه وعلى نظام حكمه.
وزاد قائلاً، وكان أول حضن دافئ احتضنه ميليشيا حزب الله اللبناني، وعندما أظهر هذا الحضن عدم مقدرته وعجزه عن الحسم العسكري لصالحه على أساس طائفي بالطبع، تدخلت إيران بحرسها الثوري وميليشياتها الطائفية وبكل ثقلها السياسي والاقتصادي والعقائد، وفشلت في نجدته مع المحافظة على المراوحة في مكانه الصراع و وجوده، وعندها تدخلت روسيا بقواها الجوية والبحرية والبرية، لكنها لم تحسم الامر لصالحه ووصل لحافة النهاية مع فرض العقوبات والقوانين الصادرة ضده وقرارات المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن بشار الأسد يرى في الأحضان أحلاف داعمه له وتعزز سلطته ونفوذه، ولهذا يرى في الخطوة العربية التي أتاحت له التطبيع مع بعض الأنظمة العربية وحضور القمة بارقة أمل له لنجدته ونجدة نظامه مما يعاني، فهل سيتحقق له ذلك؟، لذا قال بإمكانية تغيير الأحضان.
وتساءل الحمادي “هل يستطيع بشار الأسد من القفز من الحضن الإيراني والروسي ليستقر بالحضن العربي؟، لا أظن ذلك، ولا أرى بأن ما قام به العرب سينقذه مما يعاني منه، وستبقى الثورة السورية متفجرة حتى القضاء عليه وعلى النظام والعصابة التي حوّلت سورية لدويلة المزرعة.
وكان اللافت للانتباه من بين كثير من التعليقات الساخرة على رأس النظام ونظريته “روائع الأحضان في وصف الأوطان للمفكر والمتفلسف بشار الأسد”.