اتسعت رقعة المصالحات في درعا خلال الأسبوع الماضي، تحت رعاية وجهاء من المنطقة، حيث افتتح صباح اليوم الاثنين مركزاً جديداً في قصر الحوريات في مدينة درعا، استهدف تسوية أوضاع عدد من المطلوبين بينهم المدنيين والعسكريين من أبناء بلدة النعيمة شرقي درعا، حسب آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في درعا.
وأكد أنه جرت عدة مفاوضات حول تسليم المطلوبين أسلحتهم، بعد الاجتماع مع وجهاء من البلدة وضباط اللجنة الأمنية في درعا، تم على إثرها إجراء التسوية.
وحصلت عدسة SY24 على صور خاصة من المركز، تظهر عدداً من الأشخاص ينتظرون إجراءات التسوية الخاصة بهم.
يأتي ذلك، بعد افتتاح مركز تسوية في مبنى البلدية في بلدة “أم المياذن” شرقي درعا، وتسوية أوضاع 25 مطلوباً، بينهم مدنيين وعسكريين من أبناء البلدة، وقد تم تسليم عدد محدد من قطع السلاح قبل عدة أيام.
وللحديث عن أسباب عودة المصالحات والتسويات إلى درعا، في هذا الوقت يقول الصحفي السوري والمحلل السياسي “مصطفى النعيمي” في حديث خاص لمنصة SY24 : بأن” مسار المصالحات وفق رؤية النظام السوري كمشروع لن ينتهِ، طالما رأس النظام السوري في سدة السلطة وبناء عليه أرى بأن خيارات المناوئين لوجود الميليشيات الإيرانية وأدواتها المحلية باتوا بين مطرقة النظام وسندان مشروع إيران”.
وأضاف أن النظام بحاجة إلى العنصر البشري لتعويض خسائره في محاولاته الاقتحام الليلية بنقاط التماس مع مناطق سيطرة المعارضة السورية، وبات يستخدمهم كدروع بشرية من أجل الاقتحام في الغالبية العظمى من عمليات التسلل الليلة، وبالتالي لا خيار لهم إما المشاركة في تلك المصالحات أو الطلب من الروس بتأمين خروجهم باتجاه الشمال السوري وهذا الخيار غير متاح على المدى المنظور.
وأكد أن مشروع المصالحات المتجدد لن يحمل أي قيمة مضافة لمشروعي (إيران والنظام) سوى تحقيق البعد الاستراتيجي لكلا المشروعين في الجنوب السوري والغاية الأساسية هي تهجير أكبر عدد من هؤلاء الشبان أو قتلهم في الجبهات، وبالتالي الغالبية العظمى من أهاليهم سيلجئون إلى مغادرة سوريا ويكون النظام وإيران قد استثمروا تلك الخطوة في توسيع نطاق سيطرة المقربين منهم.
ومن جملة الأحداث التي وقعت اليوم، حسب ما رصدته منصة SY24، ، قام مسلحون مجهولون باستهداف المدعو “مؤيد زيد جابر” بعدة طلقات نارية أدت إلى إصابته بجروح خطيرة، في مركز مدينة درعا، بالقرب من نقابة المحامين.
يذكر أن المدعو ينحدر من مدينة طفس، ويقطن في مدينة درعا ويعمل في صفوف ميليشيا الفرقة الرابعة، وسبق له أن انتسب إلى ميليشيا إيرانية، تحت زعامة شقيقه المدعو “راني جابر”.
كذلك لقي الشاب “عمر سحيمان” حتفه ظهر اليوم، إثر استهدافه بعدة طلقات نارية، من قبل مسلحين مجهولين، على الطريق الواصل بين بلدتي الدارة والمليحة الشرقية بريف درعا الشرقي، إذ يعمل المدعو ناطوراً في إحدى المزارع شرقي درعا وهو مدني لا ينتمي لأي جهة عن عسكرية.
يذكر أن محافظة درعا لم تشهد هدوءاً منذ أيام التسوية مع النظام عام 2018 وحتى الآن، وتعيش حالة من الفلتان الأمني والتشبيح العلني والفوضى وعمليات الاغتيال بشكل يومي، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة.