باشر عد من فلاحي ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بحصاد أراضيهم الزراعية للموسم الحالي، في ظل استمرار حالة التخبط السنوية التي يعيشونها بهدف تأمين حصادة للأرض والعمال اللازمين لجمع المحصول وتجميعه في أكياس “الخيش” المخصصة له، ناهيك عن صعوبة تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل الحصادة ونقل المحصول من الأرض إلى نقاط التجميع التي خصصتها اللجنة الزراعية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
الصعوبات السنوية التي تعيق الفلاحين أثناء الحصاد دفعتهم هذه السنة إلى استخدام الحصادات الفردية المحمولة على الظهر بشكل شخصي أو استئجار من يملك مثل هذه الحصادة، من أجل إتمام عملية جمع محصول القمح لهذا العام بالسرعة المطلوبة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، في ظل المخاوف المستمرة من تعرض أراضيهم للاحتراق إن كان بفعل فاعل أو بسبب عوامل طبيعية أخرى.
وبحسب أهالي ريف ديرالزور فإن الحصادة الفردية التي انتشرت مؤخراً في المنطقة تعد أوفر بكثير من الحصادة الكبيرة التي تكلف الفلاح أكثر من 150 الف ليرة سورية للدونم الواحد، تتراوح بين قيمة استئجارها وتكلفة المحروقات اللازمة لتشغيلها بالإضافة إلى أجور العاملين على تجميع المحصول وتنظيف الأرض وغيرها من التكاليف التي أرهقت المزارعين في المنطقة، ناهيك عن اضطرارهم للانتظار لعدة أيام إلى حين وصول دورهم في الحصاد.
“مجد العبدالله”، صاحب أرض زراعية في بلدة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي، ذكر أنه “بدأ في حصاد أرضه المزروعة بالقمح منذ عدة أيام وباشر في جمع المحصول تمهيداً لإرساله إلى نقاط الشراء التي حددتها لجنة الزراعة في الإدارة الذاتية، وذلك باستخدام الحصادات الفردية التي استطاعت توفير جهد كبير عليه، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة تشغيلها مقارنةً بالحصادة الكبيرة”، على حد قوله.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال:” صحيح أن الحصادة الكبيرة أسرع بكثير من الحصادة الفردية وقادرة على الانتهاء من هذه العملية بشكل أفضل، إلا أن تكلفتها المرتفعة مع صعوبة تأمين المحروقات اللازمة لتشغيلها بالإضافة إلى اضطررنا للانتظار إلى حين وصول دورنا لحصاد أرضنا، كل هذه العوامل دفعتني لاستخدام الحصادات الفردية التي تحمل على الظهر من أجل الانتهاء بأسرع وقت ممكن من محصول القمح”.
وأضاف:” تبلغ قيمة حصاد الدونم الواحد بالحصادة الفردية قرابة 30 ألف ليرة سورية وهو مبلغ قليل نسبيا مقارنةً بقيمة استئجار الحصادة الكبيرة، كما أنها لا تستهلك كمية كبيرة من البنزين ويستطيع أي شخص أن يستعملها دون الحاجة لأي خبرة سابقة، ولذلك سوف اشتري واحدة أو اثنتان من أجل حصاد محصول القمح العام بنفسي وتوفير مبلغ مالي إضافي استفيد منه مع عائلتي”.
والجدير بالذكر أن موسم حصاد القمح والشعير في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا قد بدأ بالفعل وسط توقعات بأن يكون هذا الموسم أفضل من الذي سبقه بسبب الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها “قسد” لتأمين هذا الموسم من الحرائق المفتعلة وغير المفتعلة، عبر توفير عدة عربات إطفاء ورفع جاهزية الدفاع المدني في بعض المناطق، مع مطالبات بزيادة عددها وتوزيعها بشكل أكبر على جميع مدن وبلدات المنطقة.