حذّر مهتمون بالملف السوري من الاتهامات التي توجهها روسيا لأمريكا والذي وصفته بـ “الأمر الخطير”، والمتمثل بتدريب تنظيم داعش لشن هجمات في الأراضي الروسية، لافتين إلى أن موسكو سترد بتحريك ملف إدلب عسكريا للضغط على فصائل المعارضة وقوات قسد.
وفي التفاصيل، اتهم مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، الولايات المتحدة بتدريب عناصر تنظيم داعش لشن هجمات في مناطق روسية وسورية.
وزعم المسؤول الروسي في اجتماع أمني في موسكو، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية، إنه “في عام 2011، دعمت الولايات المتحدة ودول الناتو بنشاط الجماعات الإرهابية والانفصالية في سوريا”.
وحول ذلك قال الخبير الروسي ديمتري بريدجة لمنصة SY24، إن “الموضوع ليس بجديد، فروسيا دائما كانت تتهم أمريكا بتدريب تنظيم القاعدة وداعش في سوريا، ومن الواضح أن الصراع بين الغرب وروسيا والصراع الروسي الأوكراني، سيؤثر على الأوضاع في سوريا.
وأضاف، أنه من الواضح أن هذه الاتهامات هي محاولة للفت الانتباه ومحاولة من أجل إيصال رسائل معينة لأمريكا، وبالتالي لا نستغرب عودة نشاط التنظيمات الإرهابية بدعم روسي في سوريا، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن روسيا ترى بأن المعارضة السورية هي مجموعات إرهابية، ومن الواضح أن الملف السوري سيعود إلى الواجهة من جديد، وخصوصا بعد تصريحات رئيس مجموعة “فاغنر” بأنهم سيعودون إلى سوريا، وهنا يمكن الحديث عن عودة الصراع لينشط من جديد في سوريا، حسب قوله.
وأعرب عن اعتقاده بأن الطرف الروسي قد يحرك ملف إدلب بنوع من التحركات والضغوطات العسكرية، ما سيؤثر على مناطق المعارضة شمالي سوريا، وعلى مناطق تواجد قسد شرقي سوريا.
وادّعى المسؤول الأمني الروسي، أن الولايات المتحدة تستخدم قاعدة “التنف” العسكرية الأميركية الواقعة على الحدود السورية والأردنية والعراقية، لتدريب عناصر داعش على تنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية ليس فقط على الأراضي السورية، بل أيضاً في مناطق روسية.
من جهته، قال المحلل السياسي أحمد حسان لمنصة SY24، إن “هذه الخطة المعتادة لروسيا دائما مع خصومها حيث يتم اتهامهم بدعم تنظيمات راديكالية ثم يتم تبرير الرد المعاكس، ولهذا هدف روسيا قد يكون التجهيز لاستهداف القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر عبر مجموعات سورية، واستخدام هذا الملف كأداة ضغط على الولايات المتحدة سياسيا مع ضغوط أخرى تشمل استهداف قواعد أمريكية عبر مجموعات سورية أيضاً”.
وأواخر نيسان/أبريل الماضي، أفاد مسؤولون أمريكيون أن المُقاتلات والمسيّرات الروسية تتحرش بوتيرة متزايدة بنظيرتها الأميركية في أجواء سوريا، في حين حذّر مراقبون من تفجّر الأوضاع بين الطرفين على الأرض السورية.
وذكر المسؤولون الأمريكيون، حسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الطائرات الحربية الروسية المسلحة انتهكت مراراً الاتفاقات القائمة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة على مدار الشهرين الماضيين، من خلال التحليق الخطير بالقرب من المقاتلات الأميركية فوق سوريا وفوق القوات العاملة في البلاد.