أدخلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عبر معبر السكك غير الشرعي على الحدود السورية العراقية عدة محطات متنقلة لتصفية المياه محمولة على شاحنات متوسطة وتحت حراسة مباشرة من عناصرها، حيث تم إرسالها إلى عدد من مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي الذي تسيطر عليه هذه الميلشيات، بالإضافة إلى إرسال واحدة لداخل مدينة ديرالزور ووضعها بالقرب من قيادة الميليشيا في المربع الأمني الخاص لها بشارع بورسعيد جانب كلية التربية.
وجاءت عملية إدخال محطات تصفية المياه بعد تعرض عدد كبير من عناصر الميليشيات الإيرانية للإصابة بالعديد من الأمراض نتيجة استخدام مياه ملوثة وخاصةً في مدينتي الميادين والعشارة، والتي تعتمد على محطة تصفية المياه الخاصة بحكومة النظام التي تعرضت لأعطال متكررة تسببت بانقطاع المياه لفترات طويلة..
حيث باشرت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالاعتماد على محطات التصفية المتنقلة في تأمين مياه الشرب لعناصرها وعائلات مقاتليها الأجانب في المدينة وباقي المدن التي تحتلها في الريف الشرقي، عبر توزيعها عدة “جالونات” مياه بلاستيكية على جميع مقراتها والطلب منهم الحضور بشكل يومي للحصول على المياه النظيفة من مراكز التوزيع الخاصة بها، مع تحذيرها عناصرها بضرورة عدم استخدام المياه القادمة من صنابير المياه كونها غير صالحة للشرب.
واتهم أهالي مدينة ديرالزور حكومة النظام بالتقاعس عن إعادة تأهيل محطات تصفية المياه وتنظيف الخزانات الخاصة بها وخاصةً بعد تعرض المنطقة لعدد من العواصف الرملية والمطرية والسيول، التي نقلت كميات كبيرة من الرمال والأعشاب الضارة إلى داخل الخزانات التي تغذي أكثر من 300 ألف نسمة في المدينة ومثلهم في الريف الذي تسيطر عليه.
“منار الجاسم”، معلمة مدرسة ومقيمة في حي الجورة ، ذكرت أنها اضطرت إلى القيام بالعديد من الإجراءات للحد من تلوث المياه عبر وضع عدة قطع من القماش على جميع صنابير المنازل وخاصة في المطبخ، بالإضافة إلى ترك المياه لعدة أيام لكي تترسب الشوائب فيها ومن ثم غليها، في الوقت الذي يحصل فيه عناصر الميليشيات على مياه نظيفة وخدمة طبية ممتازة، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: “عبر قيامها بالعديد من الإجراءات البسيطة وغير المكلفة تحاول المليشيات الإيرانية جلب انتباه الأهالي لها واستقطاب المدنيين قبل الشباب، عن طريق إيهامهم بأنها توفر كل ما تحتاجه العائلة من مياه نظيفة وحصص وسلات غذائية شهرية ورواتب مرتفعة وتعليم مجاني ورعاية صحية أفضل من تلك التي يحصلون عليها لدى النظام، وغيرها من الإغراءات بهدف دفعهم للانضمام لها أو اعتناق الديانة الشيعية”.
وأضافت أن “الميليشيات الإيرانية أدخلت محطات التصفية أمام أعين الناس و تعمدت إظهار تحركاتها لكي تري الأهالي أنها تهتم بعناصرها وعائلاتهم، في الوقت الذي يتعمد فيه النظام عدم إصلاح المرافق الخدمية الرئيسية ومحطات تصفية المياه وقطاعات الصحة والتعليم وذلك لدفع الأهالي للاتجاه صوب تلك الميليشيات والانتساب لها”.
ويشار إلى أن جميع مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية في ديرالزور تعاني انعداماً واضحاً في جميع الخدمات المقدمة للأهالي وخاصةً فيما يتعلق بالقطاعات الضرورية كالصحة والتعليم والكهرباء، بالإضافة إلى عدم قيامها بأعمال صيانة وإعادة تأهيل محطات تصفية المياه العمومية التي تغذي أكثر من نصف مليون نسمة يعيشون في مناطقها، ما تسبب بارتفاع معدل الإصابة بأمراض الكلى والامراض الهضمية والمعوية وخاصة بين الأطفال، وسط مخاوف من ازدياد حدة هذه الأعراض مع اقتراب فصل الصيف وانتشار الحشرات والقوارض الضارة في المنطقة.