ازدادت الحاجة إلى وجود مراكز للعلاج الفيزيائي في الشمال السوري، عقب زلزال السادس من شباط (فبراير) الماضي، والتي تختص بمرضى ومصابي أمراض الجهاز الحركي، ولا سيما في المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا، بهدف استيعاب تلك الحالات، ومتابعة علاجها إلى حين تماثلها للشفاء.
في “جنديرس” إحدى أكثر المدن المتضررة من الزلزال، حيث الضحايا والمرضى بالآلاف، افتتح مركز “بسمة خير للعلاج الفيزيائي” والذي يعد المركز الوحيد المجاني الذي يخدم منطقة جندريس وعفرين أيضاً، بكوادر طبية مؤهلة لمتابعة العلاج، حسب ما أكده الطبيب “محمد غزال” مدير المشاريع الطبية في الفريق.
يقول في حديثه إلينا: إن “الحاجة الشديدة لوجود مركز علاج فيزيائي بعد 12 عام من الحرب وتسجيل آلاف الإصابات والحالات المرضية استدعت وجود المركز، ليوفر على الأهالي مشقة تكاليف العلاج في المراكز الخاصة”.
انطلق العمل بشكل تطوعي منتصف العام الماضي، ولاقى إقبالًا من قبل أهالي المنطقة والمدن المجاورة، وبعد الزلزال بسبب كثرة الإصابات والمرضى، تم دعمه من قبل منظمة طبية، افتتحت داخله أقسام جديدة شملت العلاج الفيزيائي وتركيب أطراف سفلية، وقسم الدعم النفسي، إضافة إلى تقديم أجهزة طبية معينة للمرضى وبعض الأدوات المساعدة، كالكرسي المتحرك، و(العكازات) وغيرها.
يخبرنا الطبيب “غزال” أن المركز خصص صالتين منفصلين واحدة للرجال وأخرى للسيدات والأطفال، مجهزتين بكافة الأجهزة الحديثة الضرورية للعلاج، إضافة إلى قاعة الدعم النفسي، وصالة مخصصة للأطراف الصناعية، إذ يستهدف المركز كافة الفئات العمرية من الرجال والنساء والأطفال
مراسلتنا التقت المعالجة الفيزيائية “رجاء كنيساوي” العاملة في المركز، للحديث عن أهمية المركز في المنطقة كونه يقدم خدماته مجاناً لآلاف المرضى، وخاصة بعد الزلازل.
تقول في حديثها إلينا: “يستقبل المركز يومياً من 8_ 10 حالات مرضية، ويقدم خدمات التقييم الأولى، وجلسات العلاج على مدار ستة أيام في الأسبوع، حيث يقدم المركز من 750 إلى 800 جلسة علاج شهرياً للمستفيدين”.
تماثلت حالات كثيرة للشفاء من بينها أطفال، تقول “كنيساوي” إنها وكادر المركز أشرفوا على متابعة الحالات من بينهم الطفلة “أسيل” ذات السنوات الثلاثة، إذ كانت تعاني من تشوه في الفقرات القطنية وخلع ورك ولادي، بعد عدة عمليات جراحية تحولت إلى المركز لمتابعة العلاج الفيزيائي وكان هناك تحسن كبير جداً في حالتها.
“أسيل ” واحدة من مئات الحالات المرضية التي وفر لها المركز العلاج الضروري لحالتها، وبأحدث الأجهزة الطبية، وعلى يد كادر طبي مدرب ومؤهل لمتابعة العلاج، إذ يساعد العلاج الفيزيائي في تحسين وظيفة المفاصل والعضلات، ومساعدة المرضى على الوقوف، والتوازن، والمشي مجدداً.