أعلن أصحاب الآبار المائية وموردي المياه النظيفة في ريف الحسكة الغربي الدخول في “إضراب مفتوح عن العمل” والتوقف عن تعبئة الصهاريج الخاصة بالمياه النظيفة، وذلك عقب إصدار “الإدارة الذاتية” قراراً يقضي برفع سعر المحروقات المخصصة للخدمات وفرض ضريبة سنوية على كل بئر مائي يملكونه، الأمر الذي الذي أثار حالة من الاستهجان في أوساطهم ما دفعهم للتوقف عن العمل.
حيث قررت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، رفع سعر المحروقات الخدمية على أصحاب الآبار المائية لتصل إلى 450 ليرة سورية مقابل اللتر الواحد، بعد أن كانت قيمة اللتر تصل إلى 100 ليرة فقط، بالإضافة إلى إجبار المالكين على تعبئة استمارات بكل بئر ومنهل مائي يملكونه في أراضيهم ودفع ضريبة سنوية عليه تصل إلى نصف مليون ليرة سورية، ما دفع المالكين للدخول في الإضراب والتوقف بشكل كامل عن توريد المياه إلى مدينة الحسكة والريف المحيط بها.
وتسبب الإضراب بحدوث أزمة مياه خانقة في مدينة الحسكة والقرى المحيطة بها بعد ارتفاع سعر صهريج المياه الواحد واستمرار انقطاع مياه الشرب النظيفة عن مدينة الحسكة، نتيجة الأعطال التي تصيب محطة علوك في مدينة رأس العين، وذلك جراء انقطاع التغذية الكهربائية عنها بسبب الخلافات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني السوري.
وبحسب مصادر محلية، فإن سعر برميل المياه النظيفة وصل لأكثر من 15 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يباع بحوالي 5 آلاف ليرة سورية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على المواطنين، حيث اضطر معظمهم لشراء المياه من بعض المصادر غير الموثوقة، ما قد يهدد بانتشار الأمراض بين المدنيين وخاصة لدى الأطفال.
وقالت السيدة “منى عبدالقادر” من سكان حي النشوة الغربية بمدينة الحسكة، إن “أزمة المياه ألقت بظلالها على سكان المدينة الذين اضطر معظمهم للبحث عن مصادر رخيصة للمياه، وذلك بعد إعلان أصحاب الصهاريج التي تورد المياه بشكل مستمر للمدينة عن رفع قيمة برميل المياه الواحد لأكثر من ثلاثة أضعاف وبعدها التوقف عن العمل بشكل كامل، ما قد يؤدي لحدوث أزمة كبيرة بالذات مع اقتراب دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة”.
وفي حديثها مع مراسل SY24 في مدينة الحسكة، ذكرت أن “هناك عدة أشخاص يملكون صهاريج لتوريد المياه إلى المنطقة لكننا لا نشتري إلا من أصحاب المناهل المائية الموجودة في منطقة الحمة غربي الحسكة، وذلك بسبب جودة المياه العالية و نظافتها وخلوها من الشوائب والرواسب، إلا أن دخولهم في الإضراب دفع العديد من التجار للدخول إلى الخط وتوريد المياه إلى المدينة واضطرار الأهالي لشرائها خاصة بعد انقطاع المياه عن المياه”.
وأضافت أن “المياه التي يتم بيعها الآن ملوثة وتحوي كمية كبيرة من الشوائب والرواسب وبعضها تحمل رائحة كريهة كرائحة المحروقات، إلا أن الأهالي مجبرين على شرائها وخاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد استهلاك المياه، الأمر الذي قد يخلق مشكلة في المنطقة مع إمكانية ازدياد عدد الإصابات بالأمراض المعوية الناجمة عن تلوث المياه”.
والجدير بالذكر أن مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تعاني من أزمة مياه حادة مع توقف محطة علوك لضخ المياه عن العمل بشكل مستمر، بسبب الخلافات الدائرة بين “قسد” والجيش الوطني على حصة المنطقة من المياه وتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل المحطة، وقيام “الإدارة الذاتية” بقطعها في أكثر من مناسبة الأمر الذي تسبب بانقطاع المياه عن المدينة وزيادة الأعباء المترتبة على الأهالي،